المناصرة (Advocacy) هي عملية التعبير عن الدعم والترويج لقضية أو فكرة أو مجموعة معينة بهدف تحقيق تغيير إيجابي في السياسات أو الممارسات أو القوانين أو الظروف الاجتماعية. يقوم المناصرون بالتحدث بصوت واحد والعمل على تعزيز الوعي وتحفيز التغيير من خلال إقناع الآخرين بأهمية القضية وضرورة التصرف.
تُعد المناصرة أداة فعّالة للتأثير على قرارات الحكومة والمؤسسات والشركات. يمكن أن تركز المناصرة على قضايا متنوعة مثل حقوق الإنسان، والبيئة، وصحة العامة، والعدالة الاجتماعية، والتعليم، والمساواة، وحقوق الأقليات، والمساواة بين الجنسين، والعديد من القضايا الأخرى.
سنناقش في هذا المقال أنواع المناصرة، وأساليبها، والمبادئ المشتركة التي ينبغي أن تعمل وفقها.
أنواع المناصرة:
المناصرة هي مظلة واسعة تشمل أنواع مختلفة من مجالات وأساليب المناصرة. الأنواع الثلاثة الرئيسية هي المناصرة الذاتية، والمناصرة الفردية، والمناصرة على مستوى الأنظمة.
1 - المناصرة الذاتية (Self-Advocacy)
وتشير إلى قدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم والدفاع عن حقوقهم واحتياجاتهم. يتعلق المصطلح بالقدرة على التحدث باسم النفس والتعبير عن الرغبات والمطالب والمشاكل بصوت واضح، وذلك لتحقيق التغيير الإيجابي والحصول على الدعم اللازم.
تُعتبر المناصرة الذاتية أداة قوية للأفراد الذين يواجهون تحديات مثل الإعاقة، أو الاحتياجات الخاصة، أو أي حالة تعيقهم عن التواصل والتعبير بشكل فعّال. على سبيل المثال، قد يحتاج الطالب المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى مطالبة معلميه بمزيد من الوقت لإكمال الاختبارات.
تتضمن استراتيجيات المناصرة الذاتية تعلّم المهارات اللازمة للتواصل والتعبير، وفهم حقوقهم والسياسات المتعلقة بالمجال الذي يهمهم، والتعرف على الموارد والخدمات المتاحة لهم، والعمل على تحقيق التغيير من خلال التواصل مع الجهات المعنية والمؤسسات ذات العلاقة. وتعزّز المناصرة الذاتية الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصحيحة للنجاح والتقدّم. كما تساهم في تعزيز المشاركة المجتمعية وتعزيز التفاعل الإيجابي مع الآخرين.
2- المناصرة الفردية (Individual Advocacy)
وتهدف في الأساس إلى تمكين الفرد أو مجموعة من الأفراد وضمان حقوقهم ومصالحهم في مجالات حياتهم المختلفة. يمكن أن تكون المناصرة الفردية غير رسمية مثل الدفاع عن مصالح أفراد الأسرة والأصدقاء، حيث يقوم الأفراد بدعم بعضهم البعض والدفاع عن حقوقهم.
بالنسبة للمناصرة الفردية الرسمية، فعادةً ما تتم من خلال المنظمات والوكالات الحكومية المعنية بحقوق الأفراد. على سبيل المثال، عندما يواجه شخص مشكلة مثل العنف المنزلي ويحتاج إلى الحماية، فإن هناك منظمات توفر المأوى والدعم اللازم له، بما في ذلك الرعاية الطبية والدعم النفسي والمساعدة المالية والقانونية.
3- المناصرة على مستوى الأنظمة (Systems Advocacy)
تركز المناصرة الذاتية والمناصرة الفردية على احتياجات فرد واحد أو عدد قليل من الأفراد، بينما تركز المناصرة على مستوى الأنظمة على إحداث تغييرات في الأنظمة والسياسات على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الوطني. يهدف هذا النوع من المناصرة إلى تحسين الظروف والمصالح لفئة واسعة من الأفراد والمجتمع بشكلٍ عام، وبالتالي فهي عملية معقدة لأنها تركز على إحداث تغييرات طويلة الأمد.
يهدف المناصرون على مستوى الأنظمة إلى تحقيق تغييرات هيكلية وشاملة في النظم والسياسات لتحسين العدالة وتعزيز حقوق الأفراد والمجتمع بشكل عام. يتطلّب هذا النوع من المناصرة الاستمرارية والتعاون مع العديد من الفاعلين والمؤسسات لتحقيق التغييرات المطلوبة.
الأنواع الأخرى للمناصرة التي ينبغي ذكرها أيضاً:
ضمن نطاق المناصرة الفردية والمناصرة على مستوى الأنظمة، هناك مجالات مختلفة تكون فيها المناصرة شائعة، مثل مناصرة قضايا الرعاية الصحية/المرضى، والمناصرة القانونية، ومناصرة الضحايا.
مناصرة قضايا الرعاية الصحية/المرضى (Healthcare/Patient Advocacy)
غالباً ما يكون نظام الرعاية الصحية معقداً في معظم البلدان، وخاصة بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ومقدمي الرعاية. يلعب مناصرو قضايا الرعاية الصحية، الذين غالباً ما يتم توظيفهم في أنظمة الرعاية الصحية أو المنظمات غير الربحية، دوراً أساسياً في إزالة الغموض عن النظام. وتشمل مسؤولياتهم المساعدة في الوصول إلى الرعاية وتثقيف المرضى والمساعدة في إجراءات التأمين والمسائل الإدارية والقانونية. كما يقوم مقدمو الرعاية بتثقيف أنفسهم حول نظام الرعاية الصحية ويعملون كمناصرين لأفراد أسرهم أو أصدقائهم. هناك أيضاً مجموعات مناصرة تعمل على إحداث تغييرات على مستوى النظام فيما يتعلق بالوصول إلى الرعاية الصحية والتمويل وغير ذلك.
المناصرة القانونية (Legal Advocacy)
الأنظمة القانونية معقدة ومربكة أيضاً. ولذلك يركز المناصرون القانونيون على مساعدة الأشخاص على فهم نظام العدالة وكيفية القيام بالإجراءات القانونية المطلوبة. يميل غالبيتهم إلى إلى التخصّص في مجالات محددة ومساعدة مجموعات مثل الأطفال والسجناء وضحايا العنف واللاجئين، إلخ. تتضمن المناصرة القانونية مهام مثل تثقيف الأشخاص حول حقوقهم وخياراتهم القانونية، وتمثيل مصالح الأفراد في النظام القانوني، والمساعدة في الإجراءات الإدارية.
مناصرة الضحايا (Victim Advocacy)
تُعتبر مناصرة الضحايا فرعاً من فروع المناصرة القانونية وتركز بشكلٍ خاص على تقديم الدعم العاطفي والعملي للضحايا. يهدف المناصرون للضحايا إلى تلبية الاحتياجات العاطفية والعملية للضحايا ومساعدتهم في مواجهة الصعوبات التي يواجهونها نتيجة للإيذاء الذي تعرضوا له.
قد يقوم المناصرون للضحايا بتقديم الدعم العاطفي والنفسي للضحايا، وتوجيههم وتثقيفهم حول حقوقهم القانونية والخدمات المتاحة لهم. كما يمكنهم مساعدة الضحايا في الوصول إلى الرعاية الصحية والنفسية الملائمة، وتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم الدعم اللازم، مثل الشرطة والمستشفيات ومراكز دعم الضحايا.
على الرغم من أن المناصرة القانونية تتطلب خلفية تعليمية في مجال القانون، إلّا أن مناصرة الضحايا يمكن أن تكون لها تنوع في الخلفيات التعليمية. فبعض المناصرين للضحايا يأتون من خلفيات في مجال العلاج النفسي أو العمل الاجتماعي، مما يمكنهم من تقديم الدعم العاطفي والنفسي بشكلٍ فعال.
أساليب المناصرة:
يعتمد معظم العاملين في مجال المناصرة (الأفراد والمجموعات) على مجموعة متنوعة من الأساليب لتكون جهودهم فعاّلة. فيما يلي الأساليب الأربعة الأكثر شيوعاً:
1) كتابة الرسائل / الالتماسات
تُعتبر كتابة الرسائل والالتماسات إحدى الطرق المجربة والفعّالة في المناصرة. وتمنح الأفراد الفرصة لرفع مستوى الوعي والتعبير عن مواقفهم بوضوح تجاه قضية معينة، وتقديم حلول ملموسة. يُعد الالتماس طريقة مناسبة نسبياً للعديد من الأشخاص للتعبير عن دعمهم لقضية ما.
تحتوي رسائل المناصرة الفعّالة على مجموعة من المكونات الأساسية التي تعزز قوة وإقناع الرسالة. ومن هذه المكونات:
-المطلب الواضح والمحدد: يجب أن يكون المطلب الذي تعبر عنه الرسالة واضحاً ومحدداً. ينبغي أن يعرف القارئ بوضوح ما المطلوب تحقيقه من الجهات المعنية.
-الحقائق الأساسية: يجب دعم الرسالة بالحقائق والأرقام والبيانات والإحصائيات الموثوقة لتوضيح أهمية القضية وتأثيرها على الأفراد والمجتمع بشكلٍ واضح ومقنع.
الأسلوب المصقول: يجب أن تكون الرسالة مكتوبة بأسلوب سلس وقوي، باستخدام جمل قصيرة وواضحة، وترتيب منطقي للأفكار، وفقرات متناسقة.
تدير منظمة العفو الدولية حملة "اكتب من أجل الحقوق" (Write for Rights) منذ أكثر من 20 عاماً. ويمكن لداعمي منظمة العفو الدولية الحصول على مجموعة أدوات تحتوي على عناصر مثل بطاقات الحالات ونماذج الرسائل.
2) البحث:
يُعد البحث جزءاً مهماً من عملية المناصرة. فبدون الحقائق، تتعرض حملات المناصرة لخطر التشخيص الخاطئ للمشكلة والحلول، وبالتالي يصبح ضررها أكثر من نفعها. ولذلك يُعتبر البحث مهماً جداً حيث تركز عليه العديد من مجموعات المناصرة بدلاً من الاعتماد فقط على الالتماسات أو الاحتجاجات أو جمع التبرعات.
تستخدم مجموعات المناصرة البحث وتعتمد على الخبراء في جمع البيانات وتحليلها، وذلك لإصدار تقارير موثوقة وشاملة حول قضايا مثل العنف والفقر وعدم المساواة بين الجنسين. ويمكن بعد ذلك للمناصرين والمجموعات الأخرى استخدام هذه المعلومات عند إنشاء حملاتهم الخاصة.
3) وسائل التواصل الاجتماعي:
لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي تحولاً كبيراً في مجال المناصرة. ببساطة، يمكن لأي شخص يملك حساباً مجانياً على وسائل التواصل الاجتماعي أن يصبح مدافعاً ويبني جمهوراً، ويزيد الوعي بالقضايا المهمة. وبفضل هذه الوسائل، أصبح بإمكان المناصرين الوصول إلى جماهير عالمية بسرعة كبيرة والتواصل مع مناصرين آخرين بطرق لم تكن متاحة في السابق.
ومع ذلك، رغم أن حملات الوسوم "الهاشتاغ" وتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي قد تساهم في تعزيز الجهود المناصرة، إلّا أن هذه الطريقة لا تزال حديثة نسبياً وتبعد عن الكمال. ونظراً لسهولة الوصول إليها، يوجد العديد من الأطراف ذوي النوايا السيئة والمناصرين ذوي النوايا الحسنة لكنهم يفتقرون إلى الخبرة الكافية. وقد يكون من الصعب أيضاً بناء علاقات قوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر ضروري لنجاح المناصرة على المدى الطويل. بالطبع، يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعّالة وقوية في المناصرة، ولكن يجب ألّا تكون الأداة الأساسية الوحيدة.
في عام 2006، قامت تارانا بيرك، وهي ناشطة اجتماعية وعضوة في منظمات المجتمع، بإطلاق حملة "أنا أيضًا" (#MeToo) لمكافحة التحرش الجنسي. وبعد مرور تسع سنوات، انتشر الوسم على نطاق واسع. وفي أعقاب ذلك، تم توجيه اتهامات رسمية للمنتج الهوليوودي السابق، هارفي واينستين، بالاغتصاب وارتكاب إساءات جنسية ضد العديد من النساء اللواتي قدمن دعاوى قضائية ضده في مدينة نيويورك. وبدأ الأشخاص خارج هوليوود في مشاركة قصصهم أيضاً. وكشفت هذه الحركة، التي انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عما تواجهه النساء يومياً.
ومع ذلك، على الرغم من أن الحملة أصبحت واحدة من أشهر الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، إلّا أنها كشفت عن محدودية الحراك والمناصرة عبر هذه الوسائل. فنظام المحاكم لا يزال متحيزاً ضد النساء الناجيات، والعنف القائم على النوع الاجتماعي لا يزال قضية عالمية تحتاج إلى تصدّي جذري. إحداث تغيير حقيقي يتطلب جهوداً أكثر من مجرد استخدام "وسم".
المناصرة بشكل شخصي
تتضمن المناصرة بشكل شخصي العديد من الأنشطة، مثل الاحتجاجات السلمية، وجمع التبرعات، وإقامة ورش العمل، وغيرها. إنّ التعليم والتدريب والتواصل هي أهداف مهمة، لكن بعض أفضل أعمال المناصرة تحدث على المستوى الشخصي. يجد الأفراد والجماعات من خلال هذا النهج أنه من الأسهل بناء علاقات حقيقية وطويلة الأمد، وهي ضرورية لجهود المناصرة.
تاريخياً، استخدمت حركة حقوق المدن في الولايات المتحدة العديد من الإجراءات الشخصية، مثل المسيرات والاعتصامات ومقاطعة الحافلات، وغيرها. وقد أبرزت تلك الفترة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المناصرون الشخصيون وجهاً لوجه. فالمشاركون والنشطاء كانوا يواجهون العنف الجسدي والمضايقات كجزء لا يتجزأ من نضالهم.
ما هي مبادئ المناصرة؟
قد تختلف حملات المناصرة تماماً تبعاً لتركيزها وأسلوبها، ولكن يوجد عدد من المبادئ المشتركة التي يجب أن يتذكرها الجميع:
– الوضوح
تتضمن حملة المناصرة الجيدة رسائل ومطالب واضحة. من خلال بذل بعض الجهود، يجب أن يكون الناس قادرين على فهم المشكلة وسُبل حلها. هذه هي الخطوة الأولى نحو المناصرة الفعّالة، وغالباً ما تكون الأكثر تحدياً لأن العديد من القضايا معقدة. يمتلك المناصرون الجيدون مهارات عالية في التواصل ويستطيعون صياغة حتى أكثر القضايا تعقيداً بطريقة يفهمها معظم الناس. كما يتمتعون بالقدرة على تحديد معايير "الوضوح" بالنسبة للجماهير المستهدفة ودعم رسالتهم وفقاً لذلك. على سبيل المثال، ستختلف رسالة المنظمة التي تدافع عن الحقوق الإنجابية عند تنظيم فعاليات موجهة للشباب عن تلك التي توجهها للبالغين.
باستخدام لغة وأسلوب مناسبين لكل فئة مستهدفة، يمكن للمناصرون توصيل رسائلهم بفعالية وتعزيز التفاعل والتأثير. يجب أن يكونوا قادرين على توضيح القضية بشكل يجعلها قابلة للفهم والتأثير على الجمهور المستهدف.
– المرونة
قد تتغير الأوضاع بسرعة كبيرة، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى النظام. وفي ضوء هذه التغيرات، تؤثر الأحداث على المشكلة المعنية وتتطلب تحديد الحلول الأمثل. يتميز المناصرون الجيدون بالمرونة اللازمة للتكيف مع المعلومات الجديدة، وضبط استراتيجياتهم، وتوجيه رسائلهم. ودون وجود المرونة، فإن الجهود التأييدية قد تصبح غير فعّالة أو قد تتسبب في إلحاق أضرار بالقضية نفسها. على سبيل المثال، اضطرت مجموعات المناصرة التي تركز على الوصول إلى الرعاية الصحية إلى التكيّف بسرعة مع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم. استدعت الظروف الجديدة تغييراً سريعاً في أساليبهم واستراتيجياتهم لمواجهة هذا التحدي . تم اعتماد حملات توعية جديدة، وتعديل الرسائل لتشمل التدابير الوقائية وأهمية الصحة العامة، والعمل على توفير الدعم والموارد اللازمة للأفراد المتأثرين بالفيروس.
بالتالي، تُعد المرونة عنصراً حاسماً في المناصرة الفعّالة. إنها تمكن المناصرين والنشطاء من التكيّف مع التغيرات السريعة وتطوير استراتيجيات ملائمة للتحديات الجديدة، مما يعزّز جهودهم وقدرتهم على تحقيق التغيير المطلوب.
– الشفافية
تُعتبر الثقة عنصراً حاسماً في عمليات المناصرة، حيث يتعيّن على المناصرون أن يتحدثوا نيابة عن الآخرين. ولكي يبنوا الثقة، يجب أن يتبنوا مبدأ الشفافية. يشمل ذلك التواصل المفتوح والصادق والمتسق فيما يتعلق بالأمور المالية وهياكل القيادة والرسائل والأساليب وغيرها من الجوانب. بالنسبة للمنظمات المعنية بجهود المناصرة، تعني الشفافية أيضاً إجراء عمليات تدقيق داخلية لمعالجة المشكلات على مستوى الأنظمة.
على سبيل المثال، في عام 2020، اكتشفت منظمة العفو الدولية أدلة على وجود عنصرية منهجية داخل هياكلها. تُعتبر استجابة المنظمة لهذه القضايا الرئيسية جزءاً من الشفافية. إذا اختارت مجموعات المناصرة تجاهل هذه القضايا أو إخفاءها، فإن ذلك سيؤثر سلباً على مستوى الثقة. وبدون الثقة، لن تتمتع الحملة بأي تأثير يُذكر.
بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://shorturl.at/mosv2