تغييرات بسيطة لاستعادة التوازن النفسي في الأوقات الصعبة
في ظل التوترات والأحداث العالمية المتسارعة، قد تشعرون بالخوف، عدم اليقين، اليأس، العجز، الغضب، الذعر، والتعب. هذه المشاعر شائعة جدًا، ويعاني منها الكثير من الناس، حيث يعبر العديد عن شعورهم المتزايد بالتوتر نتيجة التطورات المحيطة، مثل الأزمات السياسية والاقتصادية، الأوبئة، التغيرات المناخية الحادة، والحروب. التوتر الناتج عن هذه الأحداث لا يبقى على حاله؛ بل يتحول لدى الكثيرين إلى حالة من القلق المستمر، مما يجعل التعامل مع متطلبات الحياة اليومية أكثر صعوبة.
إذا كنتم/ن تشعرون بتلك المشاعر القوية بسبب الأحداث من حولكم/ن، مثل الانتخابات السياسية، التوترات الجيوسياسية، ارتفاع أعداد حالات الأمراض والأوبئة، أو حتى التغيرات المناخية العنيفة، فأعلموا أنكم/ن لستم/ن وحدكم/ن. هذه المشاعر ليست غريبة في عالم مليء بالتحديات والصراعات. بل إنها رد فعل طبيعي لما نعيشه يوميًا.
تأثير الأخبار والأحداث على الصحة النفسية:
من الطبيعي أن تتأثروا نفسيًا بالأحداث العالمية، سواء كانت محلية أو دولية. على سبيل المثال، إلغاء قوانين مؤثرة أو اندلاع الحروب في مناطق مختلفة قد تثير مشاعر قوية تؤثر على علاقاتكم الشخصية مع الأصدقاء، العائلة، والزملاء. كما قد تؤثر سلبًا على قدرتكم على الاهتمام بأنفسكم/ن بشكل جيد. الأبحاث تشير إلى أن متابعة الأخبار باستمرار يمكن أن تزيد من مستويات القلق. تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر قد يؤدي أيضًا إلى سوء الحالة المزاجية.
قد تتحول متابعة الأخبار إلى حالة إدمانية، حيث يصعب الابتعاد عنها أو التوقف عن متابعة المستجدات. إضافة إلى ذلك، فإن مشاهدة الأحداث العنيفة أو الصادمة بشكل متكرر يمكن أن تساهم في تصعيد مشاكل الصحة النفسية على المدى الطويل، مما يؤدي إلى الاكتئاب، اضطرابات النوم، والشعور بالتعب النفسي المستمر.
كيفية التعامل مع تأثير الأحداث المجهدة
عندما تجدون أنفسكم/ن غارقين/ات في القلق والتشتت بسبب الأحداث الجارية، قد يصبح من الصعب التركيز على حياتكم/ن الشخصية وصحتكم/ن النفسية. ومع ذلك، من المهم أن تعلموا أن هذه المشاعر يمكن السيطرة عليها، وأن إجراء تغييرات بسيطة في حياتكم/ن قد يساعد في استعادة التوازن.
هذه بعض النصائح التي يمكن البدء بتطبيقها الآن للتعامل مع التوتر:
- تقييم الصحة النفسية: يمكن للتوتر أن يظهر بطرق مختلفة. من المهم أن تكونوا واعين لتأثيره عليكم/ن. هل تشعرون بالتوتر جسديًا، مثل التشنجات العضلية، الصداع، أو الأرق؟ أم هل يظهر التوتر في شكل مشاعر مثل الغضب أو العزلة؟ تحديد هذه الأعراض هو الخطوة الأولى للتعامل معها بفعالية.
- التعرف على محفزات التوتر: التوتر الناجم عن الأحداث السياسية، العنف، أو التمييز يمكن أن يكون شديدًا. من المهم أن تدركوا أن هذه الأمور قد تثير ذكريات أو تجارب سابقة لديكم/ن، وقد تظهر مجددًا عند متابعتها في الأخبار. كونوا صبورين/ات مع أنفسكم/ن ومع الآخرين، وتعلموا كيفية التعامل مع هذه المحفزات بطريقة هادئة.
- تقليل التعرض لوسائل الإعلام: حاولوا تقليل وقت التعرض للأخبار والشاشات. أوقفوا الإشعارات التلقائية للأخبار، وحددوا مصادر موثوقة للحصول على المعلومات. حاولوا تقليل استهلاككم/ن للمحتوى الإعلامي إلى حد معقول، وركزوا على الأنشطة التي تجلب لكم/ن الراحة وتخفف من القلق.
- الحفاظ على التواصل الاجتماعي: البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتكم/ن النفسية. التواصل مع الأشخاص الذين يشاركونكم/ن اهتماماتكم/ن أو الذين يدعمونكم/ن نفسيًا يمكن أن يساعد في تقليل القلق والشعور بالوحدة. تجنبوا النقاشات السياسية المثيرة للجدل مع الأشخاص الذين قد يزيدون من توترك.
- المشاركة في الأنشطة المجتمعية: الانخراط في الأنشطة المجتمعية أو المبادرات التي تهتمون بها يمكن أن يعزز شعوركم/ن بالقوة والسيطرة، ويساعدكم/ن في التغلب على مشاعر العجز. ولكن تذكروا ألا تضعوا على أنفسكم/ن أكثر مما تستطيعون تحمله. اختاروا الأنشطة التي تجلب لكم شعورًا بالإنجاز والراحة.
المصدر:
Surviving the Impact of Stressful World Events on Well-Being