سيفعل أغلب الناس أي شيء لتجنب ارتكاب الأخطاء في العمل. يساعد الليزر المُركّز في إنجاز جميع التفاصيل بشكل صحيح، ولذلك فإنّ مجرد التفكير في الإخفاق يمكن أن يؤدي إلى التعرق البارد. ولكن ماذا لو قلنا لك أنّك ستنجح أكثر إذا شعرت بالراحة في التعامل مع التجربة الفاشلة؟
تعتقد راشيل سيمونز (أخصائية تطوير القيادة) أن هذا صحيح بالتأكيد، وقد أنشأت برنامج "Failing Well" في كلية سميث، وذلك لزيادة مرونة الطلاب من خلال ورشات العمل، ورواية القصص، وإجراء المحادثات الصريحة حول الفشل.
الفكرة هنا تكمن في كونك تعلمت من فشلك، وركزت على الأمر، وحافظت على إيجابيتك بدلاً من السماح لفشلك بإيقافك أو إخافتك حتى، فإنّك ستستفيد على المدى الطويل أكثر مما لو لم ترتكب أي خطأ. تقول سيمونز: "اعمل بجد وابذل قصارى جهدك، لكن كن متعاطفاً مع نفسك عندما يتعلق الأمر بقيودك. ستكون حياتك المهنية رحلة، ولن يحدد أي نجاح أو فشل واحد من أنت فعلاً".
نحن نعلم ما تفكر فيه، فالقول أسهل بكثير من الفعل، ولكن نقدّم لك في هذا المقال بعض النصائح لتكتشف كيف يمكن للتعامل المناسب مع التجربة الفاشلة أن يقودك إلى النجاح وكيف تحقّق ذلك.
الدرس الأول - لا تأخذ الأمر على محمل شخصي:
عندما تعيش هذه اللحظة، سيبدو لك كل فشل وكأنّه نهاية العالم - أو على الأقل نهاية حياتك المهنية. تبرز هذه المشكلة لا سيّما عندما يكون الشخص مبتدئاً أو متدرباً، حيث ترى أخطاءك كبيرة جداً، وتجد أنّك فاشل بدلاً من أن تحاول أن تدرك أنّك قد فوّت علامة على شيء ما.
تقول جينيفر إيانولو (المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمركز أبحاث كونكورديا ومقرها مدينة نيويورك): "الفشل ليس فشلاً شخصياً". وتوضح أنّه عندما يتمكّن الناس من التعافي بنجاح من الفشل، فإنّهم يفصلون ذلك عن هويتهم الشخصيّة الذاتيّة. بدلاً من التفكير في أنفسهم على أنّهم فاشلون، فإنّهم يدركون أنهم أفسدوا الأمر. هذا تمييز حاسم، لأنك تعلم أنه لا يوجد شيء يمكن أن يوقفك ما دمت على استعداد للمحاولة مرة أخرى".
إليك الأخبار السارة: في بداية حياتك المهنية، لا يكون لأخطائك عواقب وخيمة عادةً لأنّ لديك الكثير من المشرفين، ومسؤوليات أقل خطورة - ولكن هذا لن يكون دائماً على هذا النحو، لذا تدرب على عدم تكرار الأخطاء أبداً. إن الشعور بالراحة مع الشعور بعدم الارتياح سيجعل من السهل العودة إلى الوراء.
الدرس الثاني - تحمل المزيد من المخاطر:
إذا كنت تخشى الفشل، فستفعل أي شيء لتجنبه. تقول إيانولو: "لن تحدث معجزة في حياتك المهنية إذا لم تخاطر". بمجرد ارتكابك لخطأ حتى وإن كان كبيراً، عليك أن تعيش في الواقع لتروي الحكاية، ولا تتردّد أبداً في اغتنام الفرصة مرة أخرى.
إذا كنت تتساءل كيف يمكنك أن تشعر براحة أكبر عند تحمل المخاطر، سيكون من الأفضل أن تخاطر بداية في أشياء قليلة التأثير.
إذا كنت طالباً، فالأفضل البدء بمخاطرة صغيرة مثل بدء نادٍ في الحرم الجامعي، أو تجربة فريق رياضي. لن يضر هذا بسجلك الأكاديمي بالطريقة التي قد يفشل بها الفصل. بالإضافة إلى ذلك، قد تفاجئ نفسك وتنجح.
قد يكون المكافئ الوظيفي للخطأ على سبيل المثال طلب علاوة في غير وقتها، أو إرسال بريد إلكتروني فيه الكثير من الأخطاء، أو التقدم لوظيفة لست مؤهلاً لها 100%. جميع هذه الأخطاء ليست أخطاء مهنية خطيرة، ولكنّها قد تساعدك على المخاطرة قليلاً، وقد تفيدك على المدى الطويل.
الدرس الثالث - تعلّم من أخطائك:
عندما تكون متواضعاً وشجاعاً بما يكفي لاستكشاف أين أخطأت حقاً، ثم تبذل جهوداً متضافرة لعدم تكرار هذا الخطأ، ستكون الأخطاء فرصة للنمو حقاً.
تقول الدكتورة نيكول ليبكين (أخصائية علم النفس التنظيمي والمدير التنفيذي لشركة إيكويلبريا للاستشارات): "ألقِ نظرة فاحصة على السلوكيات والإجراءات التي ساهمت في فشلك، واكتشف كيف يمكنك إنجاز العمل بشكل أفضل في المرة القادمة. انظر إلى التحديات والإخفاقات على أنها فرص وليست تهديدات".
بدلاً من تبرير وإلقاء اللوم على الآخرين أو على نفسك، تعلم من التجربة. تقول ليبكين: "هذا ما يفعله الأشخاص المرنون والناجحون. إنهم يتعلمون باستمرار وينموون من خلال نجاحاتهم وإخفاقاتهم".
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Why it’s OK to get an A+ in failure