يحتاج الطلاب إلى خبرة مهنية لتأمين خطوتهم الأولى في السلم الوظيفي، ولكن في كثير من الأحيان، تستخدم الشركات والمؤسسات عبارات مثل "تدريب داخلي" و"خبرة عمل" و"وظيفة تطوعية" بدلاً من ذلك.
ومع في الحقيقة فإنّ هناك اختلافات أساسيّة بين الثلاثة، ومن الضروري فهمها، حيث إنّ معرفة الفرق يساعدك في تحديد الفرصة المناسبة لك، وحماية حقوقك الوظيفية، وتوفير وقتك الثمين أثناء الدراسة.
سنتعرّف من خلال هذا المقال على أهم الفوارق الأساسيّة ما بين الخبرة العملية، والتدريب الداخلي، والعمل التطوعي.
1. الخبرة العملية:
تجربة العمل تعطيك وصفاً دقيقاً لطبيعة العمل في مجال ما، فهي تمنحك بعض الخبرة في قطاع عمل معينة. بمعنى آخر، تفيدك في الحصول على نظرة عامة على صناعة أو وظيفة معينة. أثناء انخراطك في هذا العمل والحصول على تنسيب خبرة ستتعرّف بالتأكيد على صناعة معينة والوظائف المتاحة فيها.
غالباً ما تكون الخبرة التي تكتسبها من هذا العمل لمدّة زمنية قصيرة، وقد تكون أيضاً غير مدفوعة الأجر.
أثناء التنسيب لخبرة العمل، يمكنك متابعة متخصص في الصناعة وملاحظة ما تنطوي عليه وظيفته؛ وإذا كنت تتعامل مع شخص معين، فيجب أن تحصل على فرصة كبيرة لطرح أسئلة حول وظيفته والشركة التي يعمل فيها والصناعة بشكل عام.
سيكون لدى بعض الشركات برنامج "خبرة في العمل"، حيث يعمل المرشحون على إكمال سلسلة من المهام (الافتراضية) المتعلقة بالشركة أو الصناعة، ما يعطيك لمحة عامة لما قد يستلزم الأمر منك للحصول على وظيفة حقيقية في الشركة. إذا كنت تشارك في برنامج، فيجب أن تحصل على بعض الملاحظات حول ما تنتجه.
باختصار: تجربة العمل رائعة للطلاب الذين يتطلعون إلى الحصول على نظرة عامة سريعة على صناعة أو شركة أو وظيفة معينة.
2. التدريب الداخلي:
عادة ما يكون التدريب الداخلي وظيفة عمل ولكن بمدّة زمنية محددة، وغالباً ما يكون التدريب الداخلي أطول من التنسيب في مجال الخبرة العملية، ويمنح المشاركين نظرة أكثر تعمقاً في صناعة معينة. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التدريب الداخلي إلى الحصول على وظيفة دائمة داخل الشركة.
عادة ما يُعيَّن المتدربون لإكمال مهام معينة طوال فترة تدريبهم في الشركة، ويساهمون مباشرة في مشاريع الشركة ومبادراتها، ويعملون غالباً مع فريق معين، ويقدمون الدعم في مجموعة من المهام حسب الحاجة. من المتوقع أن يتحلى المتدربون بالحماس والمرونة والعمل الدؤوب، كما ويتوقع منهم الالتزام أيضاً.
تاريخياً، كانت برامج التدريب الداخلي فرصاً غير مدفوعة الأجر، لا سيما في الصناعات الإبداعية والإعلامية. لكن الأمور تتغير بسرعة، خاصة في صناعات مثل الصحافة. المحصلة النهائية هي: يجب أن تحصل على أجر مقابل العمل الذي تنجزه.
حالياً، في المملكة المتحدة، إذا صُنّف المتدرب عاملاً، فإنّه يحق له عادةً الحصول على الحد الأدنى الوطني للأجور، ما يعني في المقابل أن تلتزم بالحضور وإنجاز المهام كما يُطلب منك.
في بريطانيا هناك بعض الإجراءات التدريبيّة التي تُتخذ كونها جزء من المنظومة التعليميّة في الجامعات، والتي لا تقل عن مدة عام كامل، ويشار إلى هذا أحياناً بسنة التنسيب في الصناعة، أو التنسيب الصناعي. إذا كنت تجري تدريباً داخلياً كجزء من إنهاء متطلباتك الجامعيّة، فليس مطلوباً من صاحب العمل أن يدفع لك.
باختصار: التدريب الداخلي رائع للمرشحين الذين يتطلعون إلى الحصول على نظرة أعمق في صناعة أو مهنة معينة. ولكن تأكد من أن تعرف حقوقك الوظيفيّة. وإذا استطعت الحصول على أجر مقابل العمل الذي تقوم به فهذا أمر جيد.
3. العمل التطوعي:
على عكس المتدربين، لا يحق للموظف في المملكة المتحدة الحصول على الحد الأدنى الوطني للأجور إذا كان يعمل لصالح مؤسسة خيرية، أو منظمة تطوعية، أو هيئة جمع أموال مرتبطة بها أو هيئة قانونية، ويتلقى نفقات محدودة للطعام والسفر.
بغض النظر عن ذلك، فإنّ العمل التطوعي قد يكون طريقة رائعة لكسب الخبرة المهنية التي يحتاجها الشخص، خاصة إذا كنت مهتماً بالعمل في القطاع الخيري. يمكنك البحث والتمحيص أكثر حول العمل في المؤسسات الخيرية أو منظمات معينة، واكتساب المهارات الأساسية في الاتصال والتنظيم، والقيام بواجبك من أجل قضية جيدة.
ونظراً لأنّ المتطوعين لا يستحقون أجراً، فإنّ يُمنَحون قدراً أكبر من المرونة، والتي يمكن أن تكون مفيدة للطلاب الذين لديهم جداول أعمال مزدحمة.
باختصار: التطوع طريقة مرنة لاكتساب الخبرة المهنية والمهارات الشخصية، خاصة إذا كنت ترغب في ممارسة مهنة في قطاع العمل الخيري. لا يحق للمتطوعين الحصول على الحد الأدنى الوطني للأجور في المملكة المتحدة.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من The Difference Between Work Experience, Internships and Volunteering
