لقد كانت سنة 2020 مليئة بالتحديات الفريدة، وفي حين أنّ الانتكاسات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا ألقت بالعديد من المؤسسات في دوامة كبيرة، كان لزاماً على الأشخاص العاديين الذين يعملون في هذه المؤسسات أن يُظهروا الكثير من القوة والمرونة.
وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية فإنّ المرونة تُعرّف بأنّها "عملية التكيف والتأقلم جيداً من أجل مواجهة الشدائد، أو الصدمات، أو المآسي، أو التهديدات، أو مصادر التوتر الكثيرة مثل مشاكل الأسرة والعلاقات، أو المشكلات الصحية الخطيرة، أو مكان العمل والضغوط المالية". بكلمات أخرى؛ ترتبط المرونة بالقدرة على التعافي من التجارب الصعبة.
ما أهمية المرونة في مكان العمل؟
من الواضح إلى حد ما أسباب أهمية المرونة، ولماذا يجب أن تسعى لأن يمتلكها فريق عملك أيضاً، وقد وجدت إحدى الدراسات أنّ هناك علاقة إيجابية كبيرة بين المرونة وأداء العمل والرضا الوظيفي.
كما وأظهرت الأبحاث أيضاً أنّ المرونة مرتبطة بالقدرة على التعامل مع الإجهاد والتوتر في مكان العمل. من الممكن التنبؤ أيضاً بمدى التزام الشخص تجاه مؤسسته، ومدى انخراطه وتفاعله في وظيفته، والمدة التي من المحتمل أن يبقى فيها في وظيفته.
في عالم اليوم المضطرب والمليء بالكثير من التغيرات الدراماتيكية، من الواضح أنّ المرونة مهمة، ولكن رغم ذلك تبقى "فكرة التغيير" ليست جديدة، ولكن أحداث العام 2020 سلطت الضوء على أهمية هذه المهارة، حيث كانت دائماً القدرة على التكيف مع التغييرات والتعافي من التحديات ولا زالت دافعاً كبيراً لنجاح الموظف.
بعد كل شيء، لا تعني المرونة أن تبقى قوياً دائماً، أو لا ترتكب أخطاء، أو لا تظهر مشاعرك أبداً، أو لا تتعرض للأوقات الصعبة أبداً. في الواقع الأمر عكس ذلك تماماً، ولذلك تتمحور المرونة في القدرة على اختبار هذه التحديات، والتعامل معها، وإيجاد طريقة للمضي قدماً.
ما هي العلاقة بين المرونة والذكاء العاطفي؟
من المثير للاهتمام أنّ الباحثين وجدوا أيضاً علاقة قوية بين الذكاء العاطفي والمرونة. أمّا الذكاء العاطفي فهو القدرة على إدراك المشاعر الذاتيّة ومشاعر الآخرين، واستخدامها، وفهمها، وإدارة عواطفك أنت نفسك والآخرين. يمكّن الذكاء العاطفي الناس من إدراك المشاعر التي يشعرون بها تجاه التحدي، وإدارة تلك المشاعر.
وفقاً للبحث، يميل الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي إلى التعامل بشكل أفضل مع المتطلبات العاطفية للمواقف العصيبة، وذلك لقدرتهم على إدراك عواطفهم بدقة وتقييمها، وكذلك يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم ومتى، كما ويستطيعون تنظيم حالاتهم المزاجية بفعالية وكفاءة.
علاوة على ذلك، من المهم للغاية أن يكون القادة قادرين على إظهار ذكائهم العاطفي ومرونتهم العالية، فهم المسؤولون عن تحفيز فرقهم وتشجيعهم حتى في الأوقات الصعبة. من المُرجّح أن تنتقل عواطف القائد ومواقفه إلى باقي أعضاء فريق عمله، وأن يكون له تأثير إيجابي (أو سلبي) فيما يخص كيفية تعامل الفريق مع التغيير.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من What is Resilience, and Why is It So Important in the Workplace Today