نصائح مهمة للشخصية الانطوائية: كيف تلبي احتياجاتك في العمل؟

هديل البكري


تاريخ النشر 2021-04-29

عدد المشاهدات 64

أقل من دقيقة للقراءة

نصائح مهمة للشخصية الانطوائية: كيف تلبي احتياجاتك في العمل؟

رايان على مفترق طرق في حياته المهنية، فقد عمل في الشركة نفسها لمدة خمس سنوات، حيث عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات كمبرمج، واستطاع التماشي جيداً مع زملائه في العمل، ويعتقد مديره أنّه ينجز عملاً رائعاً. وقد بدأ في الآونة الأخيرة يتساءل عمّا إذا كان ينبغي عليه البحث عن التغيير. 

هو يرغب في الحصول على ترقية في الشركة، ولكن جميع الوظائف الكبيرة والمهمة ذات الآفاق العالية كلها في المبيعات، حيث قرأ مؤخراً إعلاناً لوظيفة مبيعات ويفكر في التقدم لها، لكنّه يشعر بعدم الارتياح في كل مرة يفكر فيها في فعل ذلك. لم يعرف كيف يتخذ القرار المناسب، لذا قرّر التواصل مع مدربه الخاص ليعرف رأيه في الموضوع.

طرح المدرب على رايان عدّة أسئلة مرتبطة بالشكل الذي ستبدو عليه الوظيفة الجديدة، وعمّا إذا كان سيقضي الكثير من الوقت على الهاتف وإجراء المكالمات وتحديد المواعيد، وإذا سيكون لديه الكثير من المواعيد النهائية المحددة والضغط لتحقيق أهداف المبيعات، وعمّا إذا كان سيعمل منفرداً لوحده أم سيكون جزءاً من فريق، وهل سيكون في وضع يتطلب منه الكثير من التواصل مع الآخرين وحضور الاجتماعات والمناسبات العامة. وقد كانت الإجابة "نعم" على كل أسئلة المدرب.

كانت إجابة المدرب: "من الواضح أنّ لديك شخصية انطوائية، فكل هذه الأنشطة التي تصفها بشكل عام تجعل الانطوائيين غير مرتاحين للغاية. من الممكن بالتأكيد أن ينجح الانطوائي في بعض أنواع وظائف المبيعات، ولكن قبل أن تقرر الانتقال بحياتك المهنية في اتجاه جديد تماماً، هناك بعض النصائح المهمة التي ستفيدك:

  • كن نفسك.
  • ابحث عن مكانك المناسب.
  • تعلم كيفية التعويض.

وقد قرّر رايان إجراء المزيد من الأبحاث والتحليل الذاتي قبل أن يتخذ قراراً نهائياً. إذا كنت تفكر في تغيير الوظيفة، فقد ترغب في اتباع هذه الخطوات أيضاً.

1. كُنْ نفسك:

عندما تجري مقابلة للحصول على وظيفة جديدة، سواءً كان ذلك في شركتك الحالية أو لوظيفة إدارية جديدة تماماً، فلا تحاول أن تكون شخصاً آخر وتزيّف نفسك. مقابلة الوظيفة هي المكان الذي يتعرّف فيه المدير أو صاحب العمل المحتمل على "شخصيتك الحقيقية"، وهي الفرصة الحقيقيّة لمعرفة ما إذا كنت مناسباً للوظيفة أم لا. لكن الأمر لا يقتصر فقط على مسؤول التوظيف، وإنّما هي أيضاً فرصتك لتكون على طبيعتك ومعرفة ما إذا كانت الوظيفة مناسبة لك. إذا كنت تفضّل العمل منفرداً لوحدك سواءً مع القليل من الإشراف أو بدون إشراف حتى، فلا تتفاخر بمهاراتك في العمل الجماعي!

2. ابحث عن مكانك المناسب:

وجدت دراسة حديثة أجرتها منصة CareerBuilder أنّ الأفراد ذوي الشخصية المنفتحة كانوا أعلى فرصة للترقي في مراتب الإدارة بنسبة 22% مقارنة بـ 18% من الأشخاص الانطوائيين. تقول روزماري هيفنر، نائبة رئيس قسم الموارد البشرية في CareerBuilder: "تشير البيانات بالفعل إلى أنّ الأشخاص المنفتحين قد يكونون أكثر ملاءمة للمناصب العليا، والتي تتضمن الكثير من مهامها الكثير من التعاون والخطابة العامة. لكن هذا لا يعني أنّ الانطوائي لا يمكنه أن يرتقي عالياً في الشركة. قد يكون الأمر كذلك أنّ العديد من الأشخاص بدؤوا انطوائيين في وظائفهم، بينما أصبحوا تدريجياً أكثر انفتاحاً على الآخرين كما تتطلّب منهم وظيفتهم".

إليك السؤال الرئيس الذي يجب أن تطرحه على نفسك: ما مدى الراحة التي سأشعر بها بينما أكون انطوائياً وأتظاهر بأني منفتح؟ هل يمكنني لعب هذا الدور لمدة ساعة في اليوم؟ ثمانية ساعات يومياً في كل يوم؟ هل هذه مهارة أرغب في تعلمها أم أنني لن أستطيع أن أجاري الأمر؟

3. تعلّم كيفية التعويض:

إذا كنت تعمل بالفعل في وظيفة ليست بالضبط ما تطمح إليه، أو إذا كنت تفكر في فرصة جديدة قد تأخذك خارج منطقة الراحة الخاصة بك، فضع خطة لعب. بادئ ذي بدء، كن صادقاً مع مديرك في العمل وزملائك في العمل. إذا كنت تستمتع بالتجهيز والإعداد لمعرض المعرض التجاري، فتطوع لفعل ذلك إذا كان شخص آخر سيجري مكالمات المتابعة.

نظم نفسك ولا تفرط في تكليف نفسك فوق طاقتها، فهذا يجعلك تخسر الكثير لا سيّما إذا كنت انطوائياً. إذا كنت قد أمضيت اليوم كله في الاجتماع مع العملاء، فتخط احتفالات الساعة السعيدة مع زملائك، وتمشَ بمفردك أو مارس بعض اليوجا بدلاً من ذلك. إذا كان لديك أسبوع فيه الكثير من المواعيد النهائية بضغط كبير، يمكنك أن تقضي عطلتك الأسبوعيّة في فعل نشاطات بسيطة لا تحتاج لأي جهد بدلاً من التسوق والتواصل الاجتماعي.

بعد معرفة نفسه أكثر وإجراء محادثات عميقة مع مديره ومسؤول قسم الموارد البشرية في الشركة التي يعمل بها، قرّر رايان تطوير خطة تطوير تصاعدية لنفسه في مجال تكنولوجيا المعلومات، حيث يتولّى بعض المشاريع الجديدة وبدأ في تطوير مهاراته الإدارية حتى يكون مستعداً للترقي في المنصب حين تحين الفرصة المثالية.

المعرفة قوة؛ اعرف نفسك أولاً، وتعرّف على نقاط قوتك وضعفك. تعرّف على ما تريده فعلاً، ومدى استعدادك للتغيير للحصول عليه. كما غنى ريكي نيلسون في أغنيته الناجحة (Garden Party)" "لا يمكنك إرضاء الجميع، لذا عليك إرضاء نفسك".

 

ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Help for the Introvert Personality: How to Get Your Needs Met at Work

مساحة إعلانية