لماذا لا يقرأ طلاب الجامعات – وماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟
سنوياً، استضيف خلال برنامج الكتابة الخاص بي ندوة صيفية يقدم فيها أعضاء هيئة التدريس استراتيجيات تعليمية جديدة (على سبيل المثال، ما هو الامتناع عن تقييم الواجبات وكيف يعمل؟) ويتبادلون الأفكار حول المشكلات الجديدة (على سبيل المثال، كيفية إدارة استخدام الطلاب لبرمجية شات جي بي تي في الكتابة الجامعية). هذا العام، قدمت أنا وأحد زملائي عرضاً حول مشكلة كبيرة ومتنامية تتعلق بتدريس الكتابة للجيل الحالي من طلاب الجامعات: إنهم لا يقرؤون.
نشرت مجلة وقائع التعليم العالي مؤخراً مقالاً حول هذا الموضوع.
أبدأ كل فصل دراسي للكتابة للطلاب الجدد بالتعرف على طلابي (فصولنا صغيرة، ما يشجع على المناقشة). أسأل من يحب الكتابة ومن لا يحبها؛ ما هي عاداتهم في الكتابة وحيلهم؛ ما هي تجربتهم مع الكتابة في المدرسة الثانوية، والمزيد.
كما أسألهم، ما هي أفضل طريقة لتحسين الكتابة؟ يقولون دائماً، الكتابة باستمرار. في الحقيقة، هذه ثاني أفضل طريقة، كما أقول. لكن الطريقة الأفضل لتحسين مهاراتك في الكتابة هي القراءة باستمرار. لا يحبون سماع هذا. اتلقى اجابت مثل، "لم أقرأ كتاباً منذ عشر سنوات!" و "لم أقرأ كتاباً منذ الصف السادس!" أو حتى، "لم أقرأ كتاباً من قبل".
أعلم أن هذا يبدو جنونياً. كيف يمكن لشخص أن يتخرج من المدرسة الثانوية ويتم قبوله في الكلية دون أن يقرأ كتاباً منذ سنوات (أو على الإطلاق)؟ لدي بعض النظريات، مدعومة بأبحاث حديثة (انظر المراجع أدناه):
- التكنولوجيا: نشأ الجيل زد (الذي بدأ الدخول إلى الكلية الآن) مع محرك جوجل، والهواتف المحمولة، ووسائل التواصل الاجتماعي، التي جميعها توفر معلومات سريعة وسهلة تتطلب إدراكاً معرفياً أقل من المقالات والكتب الطويلة.
- الاختبارات الموحدة: يتم تدريب طلاب المدارس الثانوية على تركيز انتباههم على فقرة بشكل منفصل وتحديد الأطروحة، مهارة مفيدة للاختبارات لكنها غير مفيدة للتعرف على الطبيعة البشرية، والعالم، وكيفية اتقان الكتابة الجيدة، الأمر الذي يتطلب المزيد من التعمق والقراءة المستدامة.
- الإفراط في شغل الجداول: يعاني طلاب المدارس المتوسطة والثانوية بشكل متزايد من فرط ازدحام جداولهم بالواجبات المنزلية، والرياضة، والوظائف، ودروس الموسيقى، والدروس الخصوصية والتطوع باسم الإعداد الجامعي، ومن المحتمل أن يشعروا أنه ليس لديهم وقت للقراءة الممتعة أو حتى القراءة المطلوبة.
تتجلى ندرة القراءة بين الأجيال لدى طلابنا بعدة طرق. أصبحت القراءة بصوت عالٍ في الفصل الدراسي ممارسة مكروهة، إذ لا يتمكن بعض الطلاب من قراءة اسم مؤلف عجيب أو نطق حتى الكلمات الشائعة. كما يميلون إلى الكتابة كما يتحدثون، حيث يكتبون المقالات بلغة عفوية وغير رسمية بشكل مفرط لأنهم لم يختبروا ما يكفي من النمذجة من قراءة الأدب والكتابة الأكاديمية. هنا، أفكر في نموذج المدخلات والمخرجات للحوسبة: عليك أن تقرأ كتابات جيدة لتتمكن من الكتابة بشكل جيد. أخيراً، يصعب أحياناً فك رموز رسائل البريد الإلكتروني الواردة من الطلاب، لأنها غالباً ما تحتوي على اختصارات دون علامات ترقيم أو تحية.
أريد أن أؤكد أن هذا التراجع في القراءة هو اتجاه وليس قاعدة. أشعر دائماً بالإلهام عندما أسمع من الطلاب عن كتاب قرأوه خلال الصيف وأحبوه أو عن مؤلف جديد مفضل اكتشفوه، كان لدي طالب في العام الماضي عزا مهاراته القوية في الكتابة الفنية إلى قراءة الكثير من الأدلة الفنية للسيارات. لكن التراجع في القراءة هو اتجاه متزايد، وهذا ليس بالأمر الجيد.
اقترح أحد المتحدثين الضيوف في ندوتنا الصيفية أن طلاب الجامعات في الواقع يقرؤون كثيراً، كل ما في الأمر هو أن محتوى قراءتهم قد تطور؛ الآن أصبح المحتوى عبارة عن نصوص، وتغريدات، وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن ليس بهذه السرعة.
نوع "القراءة" الذي يقوم به الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي يكون قصيراً، ومعزولاً، ومبنياً على المعلومات: أحب هذا، لا أحب ذلك، أنت مخطئ، أنا على حق، انظر إلي، اشتر هذا، لا تشتري ذلك. بشكل عام، تسمح هذه التبادلات الموجزة للأشخاص بمراقبة ما يفكر فيه الجميع في العالم حول كل شيء الآن (ما يبدو مرهقاً).
ومع ذلك، يتطلب التطور القوي للعقل البشري شيئاً أعمق من مثل هذه المعلومات السريعة المنفصلة. تتطلب القراءة المستمرة منا أن نتبع خطاً من التفكير، وأن نأخذ في الاعتبار وجهة نظر معينة ونفهمها. نخضع للتعلم العميق لأن المدخلات الجديدة تعيد تنظيم الاتصال العصبي في أدمغتنا حتى نتمكن من إدراك العالم بطريقة جديدة حقاً. بعبارة أخرى، إننا نتعلم عندما نقرأ.
جميع المواد الأكاديمية مهمة، نظراً لأن كل منها يقدم قطعة من اللغز لفهم أنفسنا وعالمنا. لكن، في اعتقادي، لا يعد أياً منها أكثر أهمية من القراءة، لأننا عندما نعرف كيف نقرأ، وأعني القراءة حقاً، يمكننا أن نتعلم ونفهم أي شيء.
إذاً، ماذا يمكننا أن نفعل لتحسين مهارات القراءة لدى الشباب؟
- ابحث عن طرق للحد من أشكال القراءة السطحية (على سبيل المثال تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي)، ما يفتح المزيد من الوقت لأشكال أعمق من القراءة.
- ضع في اعتبارك أن مهارات القراءة لأداء الاختبار مهمة لكنها ليست أساسية للتنمية البشرية مثل القراءة العميقة لفهم الطبيعة البشرية وعالمنا والعيش حياة أكثر إشباعاً.
- خصص وقتاً بوعي لقراءة كل ما يلفت انتباهك، سواء كان كتيبات فنية للسيارات أو كتاب حوارات لأفلاطون. يحتاج الشباب إلى وقت للاستراحة والتذكير بأن وقت الاستراحة يمكن أن يعني كتاباً بدلاً من تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
حالياً، أنا وابني في عمر المدرسة الإعدادية نقرأ معاً كتاب أن تقتل طائراً محاكياً. نتناوب في القراءة بصوت عالٍ. في الخريف المقبل، سأقرأ مع طلابي الجدد الفصل الخاص بالجيل زد كتاب جين توينج الجديد أجيال، وكتاب جينيفر والاس الجديد لا يكفي أبداً. إنني متحمسة لرؤية كيف يستجيب طلابي الجدد لهاتين الإضافتين الممتازتين للأدب المعاصر بشأن فهم هذا الجيل ومساعدتهم على أن يصبحوا القراء، والمفكرين، والكتاب المتعلمين والمطلعين الذين يريدون أن يصبحوا.
المصدر