ستجد في هذا المقال طريقة التعامل مع معدلك الجامعي التراكمي في سيرتك الذاتية، والرسالة الخطابيّة، ومقابلة التوظيف.
ليس من الغريب بتاتاً أن تحاول المنظمات والشركات توظيف أشخاص قادرين على أداء المهام المطلوبة منهم على أتم وجه، حيث يُعدّ الذكاء العام شرطاً أساسيّاً للنجاح في معظم المجالات. إذا تساوت جميع السمات المشتركة بين المنافسين، فإنّ أي شركة تفضل توظيف شخص جديد يتقن التفكير اللفظي والكمي والمعرفة العامة، ولهذا السبب فإنّ العديد من الوظائف تتطلب شهادة جامعية للمتقدم الناجح.
ومع ذلك، هناك إجماع أقل في عالم العمل فيما يتعلق بأهميّة معدلات الجامعة التراكميّة في التنبؤ بإنجاز الموظف أثناء العمل. عندما بدأت شركة جوجل مؤخراً بعدم الأخذ بالاعتبار معدل الجامعة التراكمي عند اتخاذ قرار التوظيف، بدأت الكثير من الشركات تفعل المثل أيضاً. منطقياً وبطبيعة الحال، يجب على أولئك الذين حصلوا على معدلات تراكمية عالية أن يكونوا قادرين على عرض مزيج من ذكائهم وأخلاقياتهم في العمل؛ فرُبّما كانت هذه المعدلات متأثرة نوعاً ما بشيء من الحظ، وسهولة المناهج النسبية، والفطنة السياسيّة، لكنها لا تزال مقاييس إيجابية لا يمكن إنكارها.
رغم ما سبق، من الممكن أن تعكس معدلات الجامعة التراكميّة تطابقاً إيجابياً وهمياً للوظيفة بينما يتضح أنّ عناصر النجاح في المدرسة لا يمكن ترجمتها إلى أنشطة حسيّة والتي تترجَم بالفعل في عالم العمل الحقيقي. هناك عدّة طرق لعكس سمة الذكاء التي يتسم بها الشخص في سيرته الذاتيّة ورسالته الخطابيّة ومقابلة التوظيف، ولا يُشترط أبداً أن يكون المعدل التراكمي العالي واحداً منها.
المعدل التراكمي في السير الذاتية:
عموماً؛ لا يجب ذكر معدلات الجامعة التراكميّة في السيرة الذاتية إذا:
- كان المعدل التراكمي أقل من 3.5.
- أنهى المتقدم دراسته الجامعية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
- حصل المتقدم على درجة أعلى تكون أكثر صلة بالوظيفة التي يتقدّم لها. (على سبيل المثال، تهتم العديد من مكاتب المحاماة بمدى حسن سلوك مقدم الطلب في كلية الحقوق، لكنّها لا تركز أبداً على أدائه التعليمي).
في حال طلبت شركة التوظيف ذكر المعدل التراكمي في الطلب يجب فعل ذلك، وكذلك في حال كانت الوظيفة بحاجة إلى متقدم للوظيفة حديث التخرج أو مبتدئ. في حال ذكر المعدل، يجب وضع الرقم بكتابة رقم واحد على يمين العلامة العشرية مع توضيح تقييم الدرجة وتقريب الرقم العشري الثاني. على سبيل المثال، يُكتب معدل: 3.54 كـ "3.5 على مقياس 4.0"، بينما يُكتب 3.56 كـ 3.6؛ وهكذا.
من المقبول تماماً، بل من المستحسن في الواقع، تقديم سياق مفيد وبعض التعديل الصادق في المعدل التراكمي بهدف التوضيح والترويج لنفسك. تتضمن بعض الأمثلة:
- المعدل التراكمي للتخصص كاملاً.
- المعدل التراكمي بعد السنة الأولى.
- المعدل التراكمي باستثناء فصل دراسي واحد عند حدوث حالة وفاة في الأسرة على سبيل المثال.
لا تنسَ ذكر المؤشرات الأخرى للنجاح الأكاديمي في حال الحصول على تعيينات الشرف، والجوائز، والمكافآت، والمنح، حيث تشمل الأمثلة:
- الحصول على شهادة البكالوريوس في التاريخ بمرتبة الشرف.
- الحصول على شهادة البكالوريوس في العلوم والاقتصاد بمرتبة الشرف العليا.
- الحصول على تكريم الأطروحة بمرتبة شرف عليا.
- التكريم في قائمة العميد خلال فصول الكلية الثمانية.
المعدل التراكمي في الرسالات الخطابيّة:
تحتوي السيرة الذاتية على ماهيّة العرض الذي يقدمه صاحب طلب الوظيفة، أمّا الرسالة الخطابيّة ستجد فيها سبب تأهليه لهذه الوظيفة. ولذلك فإنّه ليس هناك أي داعٍ لذكر المعدل التراكمي في الرسالة. وبدلاً من ذلك؛ يجب على الشخص أن يحاول ربط المفاهيم حتى يتمكّن القارئ من الوصول إلى الاستنتاج الإيجابي الذي يسعى مقدم الطلب إلى إيصاله.
"كطالب متمكن وقوي في كل من دورات الهندسة والفنون الليبرالية في كلية ABC، تعلمت أنّ العمل الجاد والتركيز هو مفتاح الإنجاز في بيئة أكاديمية. هذه هي القدرة التي سأجلبها إلى شركة XYZ."
الرسالة الخطابيّة هي أيضاً تُعدّ مكاناً مناسباً لذكر قصة قصيرة تسلّط فيها الضوء على نقاط القوّة لديك في البيع. إذا كانت أخلاقيات العمل شرطاً أساسياً للوظيفة، يمكنك أن تكتب: "لقد عرفت الاسم الأول لأمين المكتبة في الكلية لأنني كنت آخر من يغادر المبنى قبل إغلاقه في مناسبات عديدة".
المعدل التراكمي في مقابلات التوظيف:
في معظم الحالات يكون ذكر المعدل التراكمي مشابهاً لتكتيك "ذكر اسم الواسطة" حيث يؤديان غالباً إلى نتائج عكسية لمقدم طلب وظيفة. يتوقع مسؤول التوظيف أن يصادف شخصاً ذكياً في المقابلة، ولكن المتقدّم الماهر فعلاً يعرف كيف يجد طرقاً مختلفة لإثبات قدراته وإنجازاته الأكاديميّة. ولذلك على المتقدّم أن يضع في اعتباره الروايات والأحداث التي يمكنه من خلالها إثبات مدى مناسبته للوظيفة.
"عندما كانت أستاذة الفيزياء تبحث عن مساعد بحثي جديد، اختارتني بسبب أدائي الأكاديمي المميّز في صفها وسمعتي الواسعة على مستوى القسم في تقديم أعمال عالية الجودة." (يمكنك ذكر ذلك للحصول على وظيفة جيّدة حيث العمل الجاد والاهتمام بالتفاصيل أهم أسباب النجاح فيها.)
"في البداية، كنت أتخصص في العلوم الاجتماعية، ولكن بعد حصولي على الدرجة الأولى في مادّة التفاضل والتكامل، وجدت نفسي أكثر ميولاً للتحدي المتمثل في دراسة الرياضيات على مستوى أعلى." (للحصول على وظيفة تتضمن الكثير من التفكير التحليلي).
"من المضحك أنّ أصدقائي في كلية الهندسة سخروا منّي في البداية لكوني شاعراً لأنني أدرس تخصص اللغة الإنجليزية. عندما أدركوا أنني قرأت أكثر من 10 كتب في كل فصل دراسي وكتبت أكثر من 50 ورقة دراسيّة في كل فصل دراسي، تعلموا احترامي نهجي وطريقتي في التعليم." (مناسب لوظيفة في مجال التواصل أو الكتابة).
إنّ أرقام المعدل التراكمي ما هي إلّا مجرّد أرقام فقط، ولا تملك أيّة قوة سحرية ولا كلمات مرور سرية تعيننا في الحصول على الوظيفة. يمكنك الاستفادة من معدلك التراكمي المرتفع إذا كان ذلك يخدمك، ولكن تجاهله إذا لم يكن كذلك.
يجب أن تعرف ما يبحث عنه صاحب العمل وتجد طرقاً في سيرتك الذاتية ورسالتك الخطابيّة ومقابلات التوظيف لتثبت امتلاكك للذكاء، والقيادة، وأخلاقيات العمل، والشخصية المناسبة لتتميز في الوظيفة. إذا كنت ذكياً بما يكفي لفعل ذلك، فلن تهم أبداً درجاتك الجامعيّة.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Does GPA Matter When Job Searching