التنمية الدولية هي مجال يهتم بتحسين جودة الحياة للأفراد والمجتمعات في البلدان النامية. يتضمن هذا المجال تنفيذ مشاريع وبرامج تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتحسين الصحة والتعليم والبنية التحتية والوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والكهرباء.
يعمل المتخصّصون في مجال التنمية الدولية مع المنظمات الحكومية وغير الربحية والمؤسسات الدولية لتطوير وتنفيذ استراتيجيات ومشاريع تعمل على تعزيز التنمية المستدامة. يشمل ذلك تحليل الاحتياجات والتخطيط والتنفيذ والمراقبة والتقييم.
تعمل المجالات المختلفة في التنمية الدولية بشكلً متكامل، مثل التنمية الاقتصادية والزراعة والصحة والتعليم والبنية التحتية وحقوق الإنسان. ويهدف المتخصّصون في هذا المجال إلى تحقيق توازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية، وضمان تحقيق التقدم المستدام والعدالة الاجتماعية.
في النهاية، التنمية الدولية تسعى لتحقيق التقدّم والحد من الفقر والتقليل من الفجوات وتحسين جودة الحياة للأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
في مقالنا هذا سنقدّم مجموعة من النصائح التي تساعدك على بدء حياتك المهنية في مجال التنمية الدولية.
1- ستحتاج على الأرجح إلى درجة الماجستير، لكن ليس بالضرورة في التنمية الدولية:
الحصول على درجة الماجستير قد يكون خياراً جيداً إذا كنت ترغب في تطوير مهاراتك وزيادة فهمك في مجال معين. على الرغم من ذلك، فإن الحصول على درجة الماجستير في التنمية الدولية ليس شرطاً ضرورياً. هناك العديد من الطرق الأخرى للمشاركة في مجال التنمية الدولية وتحسين جودة الحياة، بغض النظر عما إذا كان لديك درجة الماجستير أم لا.
على الرغم من أن المبادئ العامة التي تُدرّس في برامج التنمية الدولية مفيدة، إلّا أن المنظمات والمؤسسات غالباً ما تبحث عن محترفين ذوي خبرات محدّدة في مجالات مثل الصحة والاقتصاد وحقوق الإنسان والتعليم والبيئة، إلخ. وبحسب نوع الوظيفة التي تبحث عنها أو المسار الوظيفي الذي ترغب في اتباعه، فقد يكون من المفيد البحث في درجة الماجستير في الصحة العامة أو الاستدامة البيئية. تتطلب هذه الدرجات عادةً مجموعة محدّدة من المهارات التقنية، ولكن الحصول على هذا النوع من الخبرات يمكن أن يكون مهماً جداً للحصول على حياة مهنية ناجحة في مجال التنمية الدولية.
2- التشبيك وبناء العلاقات:
التشبيك وبناء العلاقات هما جزء أساسي في مجال التنمية الدولية، لأن معرفة الأشخاص المناسبين يمكن أن يساعدك حقاً في دفع حياتك المهنية إلى الأمام. إذا كنت لا تزال طالباً، استفد من المتحدثين الضيوف والأساتذة والموظفين الذين قد يكون لديهم اتصالات بالمنظمات ويمكنهم مساعدتك في التواصل مع المتخصّصين الآخرين في هذا المجال. قم بإعداد مقابلات لتبادل المعلومات، فهي تُظهر أنك تريد التعلّم ويمكن أن تساعدك على فهم الخطوات التي يتعيّن عليك اتخاذها للحصول على وظيفتك الأولى. يمكن لهؤلاء الأشخاص أيضاً تعريفك بمحترفين آخرين قد يكونوا قادرين على مساعدتك في التعلّم والتقدم في حياتك المهنية.
3- احصل على أكبر قدر ممكن من الخبرة خلال سنوات الدراسة:
خلال سنوات الدراسة، سواء للحصول على درجة البكالوريوس أو الماجستير، حاول الحصول على خبرة واكتسب مهارات عملية قابلة للتحويل -المهارات القابلة للتحويل هي تلك التي يمكن استخدامها في أدوار أو صناعات مختلفة. على سبيل المثال، تعد المهارات مثل إنشاء المحتوى والخطابة العامة والقيادة وإدارة الوقت وحل المشكلات مفيدة في أي وظيفة تقريباً. أرباب العمل يقدرون الموظفين الذين لديهم هذه الأنواع من المهارات.
استغل فترة العطلة الصيفية للتدريب الداخلي. ابحث عن فرص للتدريب الداخلي داخل الحرم الجامعي تتطلب مهارات قيادية و/أو مكتبية. حاول الحصول على تدريب يساعدك على اكتساب مهارات مثل الإدارة أو تطوير البرامج أو البحث أو الخدمات الإنسانية أو التخطيط والتنظيم أو المهارات الإدارية الأخرى.
غالباً ما تتطلب وظائف المستويات المبتدئة عامين أو أكثر من الخبرة العملية، لذلك كلما زادت خبراتك، سواء من خلال العمل بأجر أو دون أجر، سيكون من السهل أن تثبت لأصحاب العمل أن لديك المهارات والخبرات التي يبحثون عنها.
4- تعرّف على المهارات التي تحتاجها لنوع العمل الذي تريده
هناك عدة أنواع مختلفة من الوظائف في مجال التنمية الدولية، وكلٌّ منها يتطلب مهارات معينة. على سبيل المثال، تتطلب وظائف التنمية الاقتصادية عادةً معرفة واسعة بالمبادئ الاقتصادية ومهارات قوية في الرياضيات والإحصاء، ووظائف الصحة العامة تتطلب متخصّصين لديهم فهم للقضايا الصحية ونظام الرعاية أو حتى محترفين حاصلين على شهادات طبية.
هناك مجموعة واسعة من الوظائف في مجال التنمية الدولية، ولكن يمكن حصرها بشكلٍ عام في فئات مثل الخبرة الفنية، وإدارة المشاريع، والبحث.
يحتاج الباحثون إلى مهارات قوية في البحث النوعي والكمّي، بما في ذلك الإحصائيات، وإجراء المقابلات، والمسح، وأكثر من ذلك.
الخبراء الفنيون هم أولئك الذين يعملون مباشرة مع قضايا محدّدة، ويتعيّن عليهم معرفة قضايا محدّدة مثل البيئة، والصحة، والاقتصاد، والقانون، والأمن الغذائي، إلخ. وتتعامل وظائف إدارة المشاريع مع الواجبات الإدارية التي تشرف على برامج التنمية، بما في ذلك التصميم والتنفيذ والإدارة والتقييم. المهارات الإدارية والتنظيمية ضرورية لهذه المناصب.
عندما تحدّد نوع العمل الذي ترغب به، يمكنك البدء بصقل مهاراتك وتحصيل المعرفة اللازمة لنوع العمل المرغوب فيه.
5- تعلّم لغة ثانية
تتطلب العديد من وظائف التنمية الدولية معرفة بلغة ثانية، حتى لو لم تكن مطلوبة لشغل منصب ما. إذا كنت مهتماً بمنطقة معينة، فتعلّم لغة قد تكون مفيدة في تلك المنطقة. اختر لغة يتم التحدث بها على نطاق واسع أو يمكن أن تكون بمثابة لغة أساسية لتعلم اللغات الأخرى ذات الصلة. إذا لم تكن متأكداً، اختر لغة مهمة يتم استخدامها غالباً ضمن مؤسسات ومنظمات التنمية الدولية، مثل الإنكليزية والفرنسية.
6- اكتسب الخبرة في منطقة معيّنة
بالإضافة إلى تعلّم اللغات، قد يكون من المفيد اكتساب المعرفة والخبرة في منطقة معيّنة. تعمل العديد من منظمات التنمية الدولية في مناطق محدّدة، وحتى المنظمات العالمية لديها مقرّات في مناطق إقليمية محدّدة، أغلبها تواجه تحديات واحتياجات مختلفة. إن فهم احتياجات السكان في منطقة معينة سيمنحك ميزة تنافسية أثناء التقدّم للوظائف مع المنظمات التي تعمل مع المنطقة التي أنت خبير في سياقاتها وقضاياها.
7- اكتسب الخبرة في قضايا محدّدة
إنّ اكتساب الخبرة والمعرفة في قضايا تنموية محدّدة سيساعدك أكثر على تحديد مسارك واكتساب المهارات التي تحتاجها للعمل ضمن نطاق موضوعات تنموية محدّدة. على سبيل المثال، إذا ركزت على تنمية المناطق الريفية، يمكنك الحصول على فهم متعمّق للتحديات المتعلقة بهذا المجال والحلول الموجودة. وستتمكن من التقدّم لأنواع معينة من الوظائف، وتصميم سيرتك الذاتية، وإظهار التزامك بالتنمية في مجال خبرتك لأصحاب العمل المحتملين. مع ذلك، التخصّص في قضايا تنموية محدّدة لا يعني أن عليك الالتزام بها، لكن ذلك يمنحك منظوراً فريداً ومتنوعاً في مجالات التنمية الأخرى أيضاً، مما سيُظهر تفكيرك الإبداعي والمرن.
8- كن مرناً إزاء عملك الأول
قد يحدث في بعض الأحيان أن يكون العمل الأول الذي تقوم به ليس بالضرورة ما تطمح إليه أو ما يتوافق مع أهدافك وتطلعاتك المستقبلية، ولكن عليك أن تبدأ من مكان ما. حدّد أهدافك المهنية وما تطمح إليه في المستقبل. حدّد المجال الذي تود العمل فيه والمهارات التي ترغب في تطويرها والمستوى الوظيفي الذي تهدف إليه. قد تحتاج إلى إجراء بعض الأبحاث والتفكير الجدي في هذه النقاط لتحديد اتجاهك المهني. ثم حاول الحصول على فرص عمل تمنحك الخبرات ذات صلة. على سبيل المثال، إذا كان لديك مهارات كتابية قوية، تقدّم على وظيفة في مجال التواصل مع منظمة تنموية غير ربحية، حتى لو كان طموحك هو العمل في منصب مدير البرنامج. كما يمكنك البدء أيضاً في منظمات صغيرة محلية، ثم السعي فيما بعد للعمل في المنظمات الدولية الكبرى.
لا تنسى أن رحلة العمل المهنية تكون غالباً مليئة بالتحديات والمراحل المختلفة. الأمر المهم هو أن تستمتع بالعمل الذي تقوم به وتستفيد منه في تطوير نفسك وتحقيق أهدافك المهنية. قد يكون العمل الأول مجرد بداية في هذه الرحلة، ومن خلال الالتزام والتطوّر المستمر، يمكنك الوصول إلى مستويات أعلى والحصول على العمل الذي تطمح إليه.
9- ولكن كن استراتيجياً أيضاً إزاء عملك الأول ...
نعم، ربما يكون العمل الأول مجرد بداية وليس هدف بحد ذاته، ولكن يجب عليك التفكير بشكلٍ استراتيجي إلى حدّ ما بشأن نوعية وطبيعة العمل الذي ستحصل عليه.
إذا حصلت على وظيفة بمستوى مبتدئ في مجال الأمن الغذائي، ولكنك ترغب في العمل في مجال الهجرة، فقد يكون الانتقال صعباً للغاية بدون شبكة علاقات قوية و/أو خبرة مناسبة. إذا لم تتمكن من دخول المجال الذي تطمح إليه، حاول الحصول على شيء قريب منه، مثل مكافحة الاتجار بالبشر أو التنمية الاقتصادية، للانتقال إلى العمل في مجال الهجرة.
فكر أيضاً في مكان العمل. قد يكون العمل في البداية في مؤسسة أو منظمة صغيرة أسهل من منظمة دولية كبيرة، ولكن عليك أيضاً التفكير في فرص التواصل والعلاقات والشبكات التي يمكن أن تقدمها المنظمة. هل هناك تطور وظيفي تصاعدي في المنظمة؟ هل ستتمكن من التواصل مع خبراء أو متخصّصين آخرين بسهولة؟
10 - لا تحصر خياراتك فقط في المنظمات الكبيرة
ما يطمح إليه معظم المتخصّصين في مجال التنمية الدولية في غالب الأحيان هو الحصول على فرصة عمل ضمن المنظمات الدولية الكبيرة، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، وليس ضرورياً للنجاح المهني. هناك العديد من المنظمات الدولية التي تتعاون مع منظمات محلية تنموية صغيرة، وغالباً ما توفر فرصاً أكبر للتفاعل المباشر مع الأشخاص ويكون لها تأثير أكبر في المجالات التي يعملون فيها. قد يكون البدء أو البقاء في منظمة صغيرة طريقة رائعة للتعلّم وتكوين الخبرات في مجال التنمية الدولية. تحتاج المؤسسات والمنظمات الصغيرة إلى الخبرات، ويمكنها أيضاً أن توفر في كثير من الأحيان الفرصة للطموحين لاكتساب المزيد من الخبرة والمهارات أكثر مما يمكنك الحصول عليه في منظمة دولية كبيرة.
ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://shorturl.at/bmqDM