"الذكاء، والمعرفة، والخبرة أمور مهمة لتحصل على الوظيفة، ولكن مهارات الاتصال القوية هي التي ستؤدي إلى ترقيتك." ~ ميراي جوليانو
رئيس شون أخبره في اجتماع مراجعة الأداء أنّه بحاجة إلى تحسين مهارات الاتصال لديه؛ حيث قال له: "أنت تعبر عن نفسك بوضوح، كما وإنّك حازم، لكن يمكنك فعل أكثر من هذا". ثم تابع مديره حديثه بوصف مجموعة من المهارات المتعلقة بالاتصال، والتي إن استطاع شون أن يتقنها ستساعده على أن يصبح قائداً أقوى، في حين أنّ شون لم يفكر مطلقاً في تطوير بعضها.
غالباً ما تتناول المقالات المتعلقة بمهارات الاتصال في مجال الأعمال أهمية اتسامك بالحزم والثبات في مكان العمل. ولكن رغم ذلك، في بعض الحالات، لا تناقش هذه المقالات بعض المهارات "الخفية" الضرورية للتواصل الفعّال، مثل القدرة على رؤية العالم من وجهة نظر شخص آخر.
عندما تكون مُسلّحاً بمجموعة واسعة من مهارات الاتصال، ستكون مستعداً للنجاح في جميع مجالات مشاريع الأعمال. فيما يلي الطرق الست لتحسين مهارات الاتصال عند العمل في أي مشروع تجاري:
1. المشاركة في وضع سياسات المكتب الجيدة:
تعد المشاركة في سياسات المكتب أمراً ضرورياً، وهذا ليس أمراً سيئاً، حيث إنّ هذا قد يعني التأثير على ثقافة الشركة وترك بصمتك الخاصّة. إنّ إظهار الولاء لمديرك في العمل، وشحذ العلاقات القوية مع الحلفاء، والتواصل مع أشخاص من دوائر مختلفة في المؤسسة؛ تُعد كلها أمثلة على المشاركة الجيدة في سياسات المكتب. ستحظى بالاحترام والاهتمام من الآخرين، وتقديم احترامك وتقديرك للآخرين في المقابل سيترك أثراً إيجابياً رائعاً.
2. التواصل عبر الوظائف:
تُعدّ الاتصالات القوية عبر المجالات التنظيمية المختلفة ضرورية لزيادة الإنتاجية. لن يعمل فريقك بمفرده، فأنت تعتمد على جميع الفرق الأخرى العاملة في الشركة، وإذا لم تكن تتواصل عن كثب، فإنّ علاقاتك وعملياتك ونتائجك قد تعاني من الكثير من المشاكل.
تعرّف على زملائك الآخرين العاملين في أقسام أخرى في الشركة، وكن حلقة الوصل مع هذه الأقسام المختلفة لتحسين عمليات التواصل والاتصال. بالتعاون مع أفراد أعضاء الفرق الأخرى، يمكنك أن تعمل على تحديد أهدافك المشتركة وتحديد كيفية تنسيق الجهود المشتركة.
3. معرفة كيفيّة فهم أنماط العمل والشخصيات المختلفة:
أن تعرف كيف يفكر الآخرون وكيف يعملون يُعدّ جزءاً أساسياً من عملية القيادة. عليك أن تسأل الأشخاص الذي ترأسهم أثناء الجلسات الفردية معهم عن طريقة تعلمهم وعملهم بشكل أفضل. قد يُقدّر بعض الموظفين تلقي بريد إلكتروني حول موضوع مهم في اليوم السابق للاجتماع، بدلاً من سؤالهم عن رأيهم في الحال، على سبيل المثال. يعد التعامل مع هذه الاختلافات أمراً حيوياً للقائد والمدير، وسيُحسّن بشكل كبير من فعالية الفريق وكفاءته.
4. الحرفية في حل الخلافات والمشاكل:
قد لا يكون حل النزاعات أمراً ممتعاً، ولكن هذه المهارة مهمة ومطلوبة جداً. تعلّم كيف تسيطر على الخلافات من خلال معالجة أسبابها الجذرية، ومساعدة الجميع بأن يعرف بأنّ تستمتع لهم، وطلب الحلول من كل من كان طرفاً في المشكلة. أثناء توجيهك لكلا الطرفين نحو حل وسط، ستكتسب احتراماً وثقة أكبر من كلاهما، ممّا يعزز علاقاتك وسمعتك بدوره.
5. الحزم والتواضع في الوقت نفسه:
يُعد الحزم واحداً من مهارات العمل الواضحة التي تميل المقالات المتعلقة بالتواصل في مكان العمل إلى الترويج لها، وهي بالتأكيد صفة مهمة للقائد. ومع ذلك، فإنّ أقوى القادة وأفضلهم يوازنون بين الحزم واللين. يعرف القائد القوي كيف يطلب الملاحظات على أدائه، والتحلي بالشفافية بشأن القضايا التي تؤثر على الجميع، وكسب ثقة الآخرين من خلال تهدئتهم وكسب ثقتهم.
6. استخدام وسائل الاتصال الافتراضي بشكل فعّال:
عدم استخدام وسائل التواصل الافتراضيّة الإلكترونيّة تُشكّل عائقاً كبيراً في مكان العمل اليوم، حيث إنّ قبول فكرة التواصل الافتراضي تعد طريقة جيدة لجعل مكان العمل أكثر إنصافاً للأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة في الوصول إلى العمل والمكوث فيه لساعات طويلة يومياً، لا سيّما الآباء لأطفال صغار في السن.
كذلك فإنّ هذا الخيار يسهل إمكانية التعاقد مع موظفين أكثر حرفية من على بُعد مسافات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إجراء التدريب الوظيفي والتدريب غالباً عبر وسائل الاتصال الافتراضي بتكلفة أقل.
قال رئيس شون: "عندما تبني مهارات اتصال قوية في العمل، ستُعزّز مبدأ التعاون وبناء العلاقات بين جميع أعضاء فريقك". وقد ساعده خلال الفترة المتبقية من اجتماعهم في صياغة خطة للعمل على تحسين هذه المهارات، وقدّم له نصائح بقراءة بعض المقالات المفيدة في المجال. وقد ساعد هذا الاجتماع في بث الحماس والحيوية لدى شون لإجراء التغييرات، لأنّه يعرف بأنّ هذا سيؤهله ليتحمّل مسؤولية أكبر مستقبلاً في العمل.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Six Ways to Improve Business Communication Skills for Greater Success