لا زيادة + لا تعزيز = لا دافع
يعمل الكثير من عملائي في شركات سريعة التطور والنمو، ما جعلهم يتوقعون زيادات سنوية وترقيات، ويستمرون في تنمية حياتهم المهنيّة كما ولديهم الكثير من الفرص التي لا حصر لها. سادت هذه الثقافة في السنوات الماضية، ولكن نظراً للوضع الاقتصادي الحالي فإنّ الحصول على الزيادات والترقيات لم يعد بهذه السهولة.
على الرغم من أنّ الكثيرين يقولون إنّهم يجب أن يكونوا ممتنين لأنّه لا يزال لديهم وظيفة ويحصلون على أجر، إلّا إنّ الأمر لا يتعلق بهذا فعلاً. الحقيقة هي أنهم يشعرون بالذنب حول قلقهم بشأن الزيادات والترقيات في حين أن الآخرين أقل حظاً بكثير.
قد يكون هذا الموقف صعباً للغاية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين أرادوا (واستحقوا) زيادة أو ترقية والآن سيستغرق الأمر وقتاً أطول للحصول على واحدة، بينما قد يشعرون أنّ هذ لن يحدث أبداً ويبدؤون في فقدان الأمل.
التحدي الذي يواجه عملائي (وأنا متأكد أنّ العديد منكم كذلك أيضاً) هو كيفية الحفاظ على الحافز في العمل عندما يكون لا يكون لديك الكثير من الحوافز. فيما يلي ست استراتيجيات يمكنها أن تساعدك على البقاء متحمساً في العمل:
1. استمتع في الأشياء التي تستطيع التحكُّم فيها:
على الرغم من أنّك قد تشعر أنّك لا تملك السيطرة وأنّ الظروف تتحكّم بك، هناك العديد من الأشياء في وظيفتك التي يمكنك "امتلاكها" والشعور بالرضا عنها. ضع قائمة بهذه الأشياء وحدد أهدافاً لكل منها، وعندما تنجح في تحقيق هذه الأهداف ابحث عن طرق للاحتفال ومكافأة نفسك.
2. ضع لنفسك أهدافاً شخصية جديدة متعلقة بالعمل:
انسَ موضوع زيادة الرواتب والترقيات للأشهر الستة المقبلة (أو حتى يتحسّن الاقتصاد)، وحدّد بدلاً من ذلك ثلاثة أو أربعة أهداف شخصية جديدة يمكنك تحقيقها. لا تضيّع فرص التدريب أو إتقان المهارات التي ستجعلك أكثر تميزاً. يمكنك على سبيل المثال أن تستثمر وتتعلم كيفية استخدام جهاز الآيفون أو بلاكبيري الجديد.
3. تطوّع لمشروع صعب أو فرصة تطوّر:
ابحث عن مهمة تساعدك في تغيير الروتين اليومي وكسره، ولا مانع من تجربة بعض المشاريع البعيدة نوعاً ما عن مجال خبرتك، ولكنّك ترى فيها ما قد يساعدك على إضافة شيء جديد لنفسك. قد تساعدك هذه الخطوة على تحفيزك، ومن ثمّ يمكنك إضافة هذا الإنجاز إلى سيرتك الذاتيّة بمجرّد نجاحك في تحقيقه.
4. ركّز على المحفزات الأخرى:
اكتب قائمة بخمسة أو ستة أشياء تجدها أكثر متعة في وظيفتك الحاليّة أو الوظيفة التي شغلتها سابقاً، وفكر في الأشياء التي تجعلك تشعر بالحماس والنشاط.
من الممكن أن يشمل ذلك توجيه موظف صغير، وتقديم عروض تقديمية، وتنظيم حدث خاص، وتمثيل مجموعتك في لجنة مشتركة بين الإدارات، وما إلى ذلك. بعد ذلك عليك أن تبحث عن طرق لإضافة المزيد من هذه الفرص إلى روتينك اليومي.
5. جهّز نفسك لأوقات أفضل:
بينما يشعر الآخرون بالأسى على أنفسهم نتيجة الوضع الجديد الذي فُرض على الجميع، استغل هذه الفرصة لإثبات نفسك أكثر وبناء سمعتك كلاعب إيجابي في الفريق وموثوق به. إنها مسألة وقت فقط قبل استعادة العروض الترويجية والزيادات، وسترغب بالطبع في أن يكون اسمك على رأس القائمة.
6. ابحث عن فرص تحفيزية خارج العمل:
بينما قد تبدو لك حياتك العملية متوقفة، لا تدع هذا يؤثر أيضاً على حياتك الشخصية، فهذا توقيت ممتاز لإعادة التوازن إلى حياتك. تدرب لمسافة 10 كيلومترات، واصطحب عائلتك أو أصدقاءك إلى مهرجان في الهواء الطلق. ربما ستدرك أنّ الزيادات والترقيات ليست بهذه الأهمية كما كنت تعتقد من قبل.
في الآونة الأخيرة، أراد عميلان التحدث إليّ عن حياتهم المهنية. ليس من المستغرب أنّ كلاهما يعمل في الشركات التي قلّلت أعداد موظفيها. سمع العميل الأول بيل شائعات أنّه قد تكون هناك جولة أخرى من عمليات التسريح في الأسابيع الأربعة إلى الستة المقبلة، وقد أراد بعض النصائح حول كيفية تجنب الوقوع في هذا الفخ، بينما كان بيل يبحث بشكل أساسي عن استراتيجيات البقاء.
وقد واجهت كارلا عميلتي الثانية موقفاً مشابهاً، حيث كانت هناك الكثير من الشائعات أيضاً. لكن كارلا كان لديها عقلية مختلفة تماماً، فقد سألتني: "كيف يمكنني الاستفادة من تقليص عدد الموظفين لتعزيز مسيرتي المهنية؟".
إذا كانت شركتك تقلل عدد الموظفين، فأنا أشجعك على طرح سؤال كارلا نفسه، فالأوقات العصيبة تخلق الفرص. هناك المزيد من المشاكل التي يجب حلها، والمخاطر التي يجب تحملها، والتحديات التي يجب التغلب عليها، وهذه أرض خصبة لقادة المستقبل.
قال أحد الحكماء ذات مرة: "الشخصية لا تُصنع أثناء الأزمات، بل تُبرزها فقط". وإذا كنت تواجه مشكلة في البقاء متحمساً خلال هذه الأوقات الصعبة، فإن النصائح المذكورة أعلاه ستساعدك على البقاء متحمساً في العمل وتوفر لك الطاقة للاستمرار.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Stay Motivated At Work