6 نصائح لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة

بيتنا أونلاين


تاريخ النشر 2023-02-28

عدد المشاهدات 205

أقل من دقيقة للقراءة

6 نصائح لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو أحد الاضطرابات النفسية التي تؤثّر على الأشخاص نتيجة تعرضهم لحوادث صادمة خارج دائرة احتمالهم ينجم عنها مجموعة من الأعراض التي تتمثَّل باجتياح مشاعر الحزن والهواجس السلبيّة التي قد تستمر لفترة طويلة. قد تتضمن الأعراض استرجاع الأحداث، والكوابيس والقلق الشديد، بالإضافة للأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها بخصوص الحدث.

أغلب من يمرون بأحداث مؤلمة قد يصابون بصعوبة مؤقتة في التأقلم والتكيف، ولكن بمرور الوقت والعناية الجيدة بالنفس، فعادةً ما يتحسنون. إن تفاقمت الأعراض، أو استمرت لشهور أو حتى لسنوات، وإن أعاقت حياتك اليومية، فقد تكون مصاباً باضطراب ما بعد الصدمة.

ومن أكثر الأحداث الشائعة المسببة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة تشمل:

– التعرض للأحداث القتالية
– التعرض للاعتداء البدني أثناء الطفولة
– العنف الجنسي
– الاعتداء الجسدي
– التعرض لتهديد السلاح
– حادث
– الكوارث الطبيعية

وهناك العديد من الأحداث الصادمة الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة كالحرائق وأعمال السلب والسرقة وحوادث تحطم الطائرات والتعرض للتعذيب والاختطاف واكتشاف الإصابة بأمراض تهدد الحياة والهجمات الإرهابية وغيرها من الأحداث القاسية أو المُهدّدة للحياة.

يمكن أن توفر العلاقات الصحية والإيجابية فرصة مثالية لدعم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وقد يساعد الدعم الاجتماعي الإيجابي في الوقاية من اللجوء إلى طرق تأقلم غير صحية، مثل إدمان المواد الكحولية أو المخدرات.

تشير الأبحاث إلى أن العلاقات الصحية والإيجابية يمكن أن تساعد في وضع أساس للشفاء. وجدت دراسة أُجريت عام 2019 أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الدعم الاجتماعي قد عانوا من أعراض أقل حدّة لاضطراب ما بعد الصدمة، مثل اجترار الأفكار والشعور بالحصار.

عندما يتعلق الأمر بدعم شخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، فهناك العديد من الأشياء المفيدة التي يمكنك فعلها وقولها –بالإضافة إلى أشياء التي يجب تجنبها.

1- تعرّف على الأمور التي تجعل الشخص المقرّب منك يشعر بالأمان

أظهرت الأبحاث أن الخوف هو من الأعراض الأساسية لاضطراب ما بعد الصدمة، وإحدى الطرق لمواجهته هي توفير بيئة آمنة ومريحة.عندما يشعر طفلك أو شريكك أو صديقك بعدم الأمان، يمكنك مساعدته للشعور بالأمان أو الراحة بناءً على الطريقة التي تناسبه؛ مثل:

-الاحتضان
-تقديم تأكيدات لفظية، مثل "الأمور ستكون على ما يرام"
-تقديم الهدايا
-تحضير الطعام
-قضاء وقت ممتع سوياً

مع ذلك، يجب عليك أن تكون حذراً من أن الدعم الذي تقدمه لمن تحب لا يعني التشجيع على الهروب من مواجهة المشكلة؛ أفضل شيء يمكنك فعله هو السماح للشخص بتحديد الوقت الذي يكون فيه مستعداً للتعامل مع أمر ما ودعمه في اتخاذ القرار.

2- توفير الطمأنينة

توفير الطمأنينة لأحبائك وجعلهم يشعرون بقيمتهم وبجدارتهم بالحب هي طريقة بسيطة لكنها قوية لدعم شخص يواجه اضطراب ما بعد الصدمة.  ما هي كلمات التشجيع التي يجدها طفلك أو شريكك أو صديقك مريحة؟ قد تتضمن بعض الأمثلة ما يلي:

– "لن أذهب لأي مكان"
– "سوف تتجاوز هذا الأمر"
– "أحبك"
– "سنواجه الأمر سوياً؛ أنا سأبقى إلى جانبك مهما كان الأمر"
– "أرجو أن تعلم أنني هنا من أجلك"

قد يعاود الحدث الصادم الظهور مراراً وتكراراً على شكل ذكريات لاإرادية أو غير مرغوب فيها أو كوابيس متكررة، ولكن في أحيان أقل من ذلك، يسترجع المرضى الأحداث كما لو كانت تحدث فعلاً، بدلاً من مجرّد تذكرها؛ وخلال هذه اللحظات، ما يمكنك فعله هو توفير الشعور بالطمأنينة وتقديم عبارات التشجيع التي تساعد الشخص على الشعور بالهدوء واستعادة التوازن النفسي. 

3- التواصل بشكل واضح

سيكون لكل شخص أعراض ومحفزات مختلفة، وبالتالي فإن التواصل الواضح يساعدك في التخطيط لاتباع أنسب الطرق للاستجابة عند ظهور تلك الأعراض أو المحفزات. 

على سبيل المثال، أحد الأعراض الشائعة لاضطراب ما بعد الصدمة هو التفكك (Dissociation)، وهو مجموعة من التجارب التي تتراوح بين الانفصال العاطفي المعتدل عن المحيط المباشر والانفصال الحاد عن التجارب الجسدية والعاطفية. إذا كان شريكك أو صديقك يعاني من التفكك، فقد يظهر عليه شعور بالخدر أو الانفصال.

إذا بدأ صديقك أو أحد أفراد أسرتك في التفاعل معك بصوت خافت أو بتأثير ضعيف، فقد يكون من الصعب فهمه في البداية، ولذلك ينبغي طرح أسئلة حول ما يريد التعبير عنه؛ مثلا يمكنك أن تقول: "مرحباً، يبدو أنك غاضب نوعاً ما. ما الذي تواجهه الآن؟ هل هناك أي شيء أستطيع القيام به؟"

إذا كنت قادر على تطوير صلة بينك وبين من تحب للتعامل مع الأعراض، فقد يكون من الآمن أن تطرح عليهم السؤال مباشرة حول ما تعنيه كلماتهم غير المفهومة. 

4- ممارسة أنواع الرّياضات أو الممارسات الروحية القديمة التي تربط العقل والجسم معاً

عندما تظهر الأعراض والمحفزات، هناك بعض الأساليب المُعتمدة التي يمكن للأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة اتباعها لتنظيم نظامهم العصبي والشعور بمزيد من الراحة والتوازن النفسي. 

تشمل الممارسات التي يمكن لأي شخص اتباعها لتنظيم جهازه العصبي ما يلي:

– تقنيات التأريض (Grounding techniques): وهي آليات أو استراتيجيات تستعمل لمساعدة الأشخاص على التحكم والتعامل مع الذكريات المؤلمة أو الصادمة، أو المشاعر القوية. تم تصميم طرق التأريض كوسيلة لإيصال أو ربط الشخص مع نفسه بشكل لحظي، حيث تركز هذه التقنيات على جعل الشخص موجوداً بالكامل مع نفسه أثناء قيامه بممارسة هذه الطرق أو التقنيات، كما يمكن اعتبارها وسيلة من وسائل إلهاء النفس عن المشاعر، أو الذكريات، أو الأفكار المزعجة. 

– التأمل: التأمل من الممارسات القديمة منذ آلاف السنين. وكان الهدف منها في الأصل هو المساعدة في تعميق فهم قوى الحياة المقدسة والخفية. وفي هذه الأيام، يُستخدم التأمل عادةً للاسترخاء وتقليل التوتر. ويعتبر التأمل نوعاً من الطب التكميلي يجمع بين العقل والجسم. ويمكن للتأمل تهيئة حالة عميقة من الاسترخاء والشعور بالطمأنينة.

– تمارين التنفس: تعد تمارين التنفس من الطرق الجيدة والفعّالة من أجل الاسترخاء والتقليل من التوتر والقلق، كما أن الشيء الإيجابي بهذا النوع من التمارين أنه بالإمكان القيام بها أينما كنت وفي أي وقت.

5- التأكيد على نقاط القوة لديهم

صحيح أنه لا ينبغي لنا تمجيد نقاط القوة التي يبنيها المرء نتيجة الصدمة، لكن ربما من المفيد تحديد وتقدير نقاط القوة التي ساعدت الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة خلال رحلة الشفاء. على سبيل المثال، يمكنك استخدام العبارات التالية للتأكيد على نقاط القوة والاعتراف بها وتقديرها:

– "أنا معجب بشجاعتك"
– "أنا احترم قدرتك على التأقلم"
– "لقد لاحظت مدى قوتك. هل يمكنك ملاحظة ذلك؟"

6- الشروع في رحلة للتعلّم

قد يتطلب التعامل مع شخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة قراءات إضافية ودراسات ذاتية لفحص المحفزات الشخصية والتحيزات.

ما لا يجب فعله أو قوله لشخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة

من المرجح أن تؤدي تصريحات تقلّل من أهمية مشاعر الشخص أو تسبب له الخزي إلى تفاقم أعراض الاضطراب؛ ومثل هذه التصريحات:

– "ما مشكلتك؟"
– "أنت تتصرف بجنون"
– "أنت تبالغ في رد فعلك"
– "ما حدث لك ليس بهذا السوء"
– "هناك من واجه ظروف أسوأ"

حاول التفكير في أن تصرفات الشخص المقرب منك قد تكون ردود فعل للصدمة؛ فالاستجابة للصدمة هي طريقة الجسم لحماية نفسه، حتى لو كان السلوك لا يبدو عقلانياً في الوقت الحالي.

كيف تعتني بصحتك العقلية والجسدية كونك مسؤول عن التعامل مع شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة

ربما تغمرك السعادة عندما تتولى احتياجات الآخرين، أو تشعر بتزايد الإرهاق والإنهاك لأن احتياجاتهم تستهلك الكثير من وقتك وطاقتك فلا يتبقى منها شيء للاهتمام بنفسك. لدينا جميعاً احتياجات جسدية، عاطفية، روحية، علائقية، وما إلى ذلك. لذا، فإن إعطاء الأولوية باستمرار لاحتياجات الآخرين وإهمال احتياجاتك الخاصة أمرٌ لا يجب المداومة عليه.

ليس من الضروري أن نمارس العناية الذاتية بشكل مثالي، ومن السهل الوقوع في فخ نمط تفكير "كل شيء أو لا شيء"، ولكن من الناحية المنطقية، نعلم جميعاً أن خمس دقائق من التأمل أفضل من لا شيء. لذا، لا تسرع في تجاهل التأثيرات الإيجابية للتصرفات الصغيرة المتعلقة بالرعاية الذاتية (الانضمام إلى مجموعة دعم الأسرة، البحث عن متخصصين لتقديم لعلاج، تثقيف نفسك حول اضطراب ما بعد الصدمة، ووضع الحدود).

إيجاد التوازن الصحيح بين الرعاية الذاتية ورعاية الآخرين هي عملية مستمرة وغالباً ما تساعد على تذكر أن القليل من الرعاية الذاتية أفضل من لا شيء.

وأخيراً، يعاني العديد من الأشخاص من بعض أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في الأسبوعين الأولين بعد حدث صادم، لكن معظمهم يتعافون من تلقاء أنفسهم أو بمساعدة العائلة والأصدقاء. 

من المهم خلال الأيام والأسابيع القليلة الأولى بعد حدث صادم الحصول على أي مساعدة مطلوبة. قد يشمل ذلك الوصول إلى المعلومات والأشخاص والموارد، بما في ذلك الأخصائيين المتمرسين، والتي يمكن أن تساعدك على التعافي. قد يكون الدعم من العائلة والأصدقاء هو كل ما هو مطلوب. خلاف ذلك، فإن الطبيب هو أفضل مكان للبدء من أجل الحصول على مزيد من المساعدة. شيء آخر قد يساعد هو التحدث مع الآخرين المشاركين في الحدث أو الذين مروا بأشياء مماثلة.

ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://bit.ly/3EEptt5

 

مساحة إعلانية