ليس من الغريب عندما يُقال إنّ المستويات المنخفضة من مشاعر التعاطف قد تُسبّب الكثير من المشاكل في مكان العمل، حيث إنّ قلة التعاطف يمكن أن تبعدك عن زملائك، وتعطل الإحساس بالوئام والمودّة في المكتب عند الحاجة لهذه المشاعر. ولكن الأهم من ذلك، فإنّ قلة التعاطف قد تثبّت لديك عادات العمل السيئة التي تظل معك طوال حياتك المهنية.
وفقاً للدراسة التي أجرتها منصة بيزنس سولفر حول حالة التعاطف في مكان العمل لعام 2018 يعتقد 96% من الموظفين أنّه من المهم لأصحاب العمل إظهار مشاعر التعاطف، حيث إنّ هذا يعني أنّ الناس يهتمون بالطريقة التي يتفاعلون بها مع بعضهم البعض في بيئة العمل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الإدارة.
إذاً، هل يعني هذا أنّه عليك استثمار المزيد من الوقت في تطوير مشاعر التعاطف في مكان العمل؟ وكيف يمكنك تغيير عاداتك في العمل لتكون أكثر مراعاة لزملائك في العمل وعملائك؟ لنتعرّف على الإجابة من خلال هذا المقال.
ما هي مشاعر التعاطف؟
يمكن تعريف مشاعر "التعاطف" ببساطة بأنّها قدرتك على وضع نفسك مكان شخص آخر لفهم دوافعه بشكل أفضل، وهذا يعني أن تستخدم تجاربك الخاصة لتعرف ما يشعر به الآخرون؛ وهذا بدوره يضمن لك التعامل مع كل موقف بحساسية.
تساعدك هذه المهارة على التعامل مع العلاقات في حياتك الشخصية والمهنية، وعلى الرغم من أنه قد لا يكون لديك ميل طبيعي نحو التعاطف، إلا أنّه يمكن تطوير هذه المشاعر بالطرق التالية:
1. تعلَّم الإنصات والاستماع للغير:
ما لم تستمع جيداً إلى الشخص، فلن تكون قادراً على دعمه عاطفياً والتعاطف معه. تذكّر أن تُنصت جيداً أكثر من مجرّد الاستماع فقط، وتجنب المقاطعات غير الضرورية، ولا تسمح للأفكار المسبقة أو التشكيك بأن يفسد الطريقة التي تتعامل بها مع الموقف. استمع للأشخاص بعناية وركّز على وضعهم. عندما تهتم لمشاعرهم، ستكون قادراً على التصرف وفقاً لذلك.
2. كن ودوداً:
لا أحد يريد التعامل مع الزميل الفظ أو القاسي، ولذا سيكون من المهم الحفاظ على الود، ولكن هذا لا يعني أنّه عليك أن تبذل قصارى جهدك لتكون صديقاً للجميع في مكتبك. لكن لا تكن من النوع الذي يخشى الآخرون من طلب المساعدة منه. لا يهم إذا كنت قائداً لمجموعة أو مجرد جزء منها، فأنت دائماً قادر على أن تكون ودوداً، وأن تكون جزءاً منتجاً من الفريق.
3. انظر في جميع وجهات النظر:
حاول أن تضع نفسك مكان كل شخص آخر، وفي المرة القادمة التي يأتيك أحد الأشخاص طالباً منك المساعدة في مشكلة ما أو ليشاركك تجربته، حاول أن تضع نفسك مكانه وأن تفكّر مثله، وحاول أن تفهم سبب شعوره بهذه الطريقة والعوامل الخارجية التي قد تكون ساهمت في ذلك. عندما يكون لديك صورة أفضل لما يزعجه، ستتمكّن من التوصل إلى حلول أفضل.
4. تعامل مع الأشخاص بفضول أكبر:
غالباً ما يكون لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من التعاطف فضول أكبر، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتفاعل مع الغرباء. عندما تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، وتتفاعل مع أشخاص مختلفين عن مجموعتك الأساسية، ستكتشف آراء وأفكار وأنماط حياة جديدة. هذا بدوره يتيح أمامك عمليات تفكير جديدة، ويقضي على الصور النمطية التي كونتها لسنوات.
5. تذكر أنّ الأمر لا يتعلق بما تقوله، ولكن كيف تقوله:
لا ينصب التركيز هنا على اتصالاتك اللفظية، بل على اتصالاتك وأفعالك غير اللفظية، والتي تعد ضرورية في السماح للآخرين بتكوين رأي عنك. تتضمّن بعض الطرق التي يمكنك من خلالها إظهار مشاعرك من خلال الاتصالات غير اللفظية التواصل البصري، والتعبيرات، ولغة الجسد.
6. تعرّف على نفسك بشكل أفضل:
إلى أي مدى تعرف نفسك حقاً؟ عندما يظهر موقف تافه، فإننا غالباً ما نفشل في أن التنبه إلى كوننا لم نتوقّف عن التفكير في كيفية تصرفنا في هذا الموقف. فكّر في ما هو مهم بالنسبة لك وما هي القيم التي تمتلكها. كُلّما عبرنا عن أنفسنا أكثر، زاد تعاطفنا مع الآخرين.
7. قدّر الآخرين:
من المهم جداً تقدير الآخرين عند الحديث، لأنّ ذلك يعطي إشارة واضحة إلى أنّك تولي اهتماماً لما يُقال. هناك عبارات (مثل: أرى، أفهم، وغير ذلك) يمكن استخدامها للتعبير عن تقديرك وتفهمك لموقف الشخص، ولكن تذكّر أن تستخدمها فقط إذا كنت تستمع حقاً. خلاف ذلك، قد تكون في حل إذا طُلب منك بعض الحلول الصادقة.
لقد حان الوقت للتخلص من تلك العادات السيئة
لكي تصبح موظفاً أكثر تعاطفاً، يجب أن تكون على دراية بجميع السمات والأنماط السلوكية غير المرغوب فيها، والتي يمكن أن تسبب أي نوع من العوائق، حيث يشمل بعضها: الشكوى، والسلبية، والتعلق بالماضي، والأنانية، والنقد المفرط.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من 7 Ways to Enhance Your Workplace Empathy