الخطوات الرئيسية التي يمكن للنساء اتخاذها ليصبحن قياديات متمرسات

بيتنا أونلاين


تاريخ النشر 2022-07-19

عدد المشاهدات 92

أقل من دقيقة للقراءة

الخطوات الرئيسية التي يمكن للنساء اتخاذها ليصبحن قياديات متمرسات

كافحت العديد من النساء في الماضي في سبيل التغلّب على الصور النمطية السّائدة من أجل دخول سوق العمل والمشاركة في الحياة الاقتصادية، وقد خطت النساء على مدى السنوات الماضية خطوات هائلة في العديد من الصناعات التي كان يهيمن عليها الرجال سابقاً، وأظهرن تفوقاً ملحوظاً فيما يتعلق بالمهارات القيادية. وعلى الرغم من قطع أشواط ملحوظة نحو تعزيز المساواة بين الجنسين، لا تزال رائدات الأعمال يواجهن تحديات وصعوبات عديدة، وغالباً ما تتعرض النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية للتدقيق الشديد، ويتم الحكم عليهن بقسوة أكبر مقارنة بنظرائهن الرجال، وفي كثير من الأحيان تقول النساء القياديات إنه يتوجب عليهن العمل بجهد مضاعف لكسب الاحترام ذاته الذي يتمتع به الرجال.

إذا كانت هذه التحديات تبدو مألوفة، فهذا المقال مخصص للنساء اللواتي يرغبن في تعزيز مهاراتهن القيادية ومواصلة الارتقاء المهني.

لماذا يجب على القيادات النسائية الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهن؟

كشفت دراسة أجرتها شركة "هوليت-باكارد" (Hewlett-Packard) التقنية الأمريكية حول ممارسات التوظيف الداخلي أن الرجال يتقدمون لشغل وظيفة أو ترقية عندما يستوفون 60% فقط من المؤهلات، لكن النساء يتقدمن فقط إذا استوفين 100% منها. وتشير هذه النتيجة إلى أن النساء يعتقدن لا شعورياً أنه إذا لم يستوفين المعايير الوظيفية بشكل كامل فلن يتم أخذهن في عين الاعتبار.

تعيش الكثير من النساء أسيرات رؤيتهن الظالمة لأنفسهن، ويسيطر عليهن الشعور بالنقص والخوف من الفشل، ما يحرمهن من رؤية قدراتهن الحقيقية ويحول دون إحرازهن أي تقدم في حياتهن المهنية. يتطلب تغيير مثل هذه المعتقدات السلبية جهداً واعياً، فإذا كان المنصب الوظيفي يتوافق مع قدراتهن وخبراتهن، فيجب على النساء التركيز على التطور وتجاوز العقبات والتغلّب على الخوف من الفشل.

فيما يلي ملخص قصير لما قاله بعض الخبراء حول أهمية أن تطمح النساء للأعلى:

-يجري تربية النساء وبرمجتهن اجتماعياً ليكنّ مثاليات:

أشارت ريشما سوجاني، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة "الفتيات اللواتي يبرمجن" (Girls Who Code) في محاضرة لها على منصة "تيد" (TED Talks)، إلى الفروق الكبيرة بين تربية الأولاد وتربية البنات، وقالت إن "الآباء يربون بناتهم على توخي الحذر والابتعاد عن المخاطرة وأن يكنّ ببساطة مثاليات، بينما يربون أبنائهم على الشجاعة وحب المغامرة".

-الاعتراف بأن الخوف موجود ثم اتخاذ الخطوات الجريئة رغم ذلك:

وفقاً لديفورو والتون، مؤسسة شركة "ديستينكت بيرسونال براندنغ" (Distinct Personal Branding) –شركة أمريكية تساعد رائدات الأعمال على التميّز وزيادة مصداقيتهن وإيراداتهن– يبدأ النجاح خارج منطقة الراحة ولكن غالباً ما يعوقه الخوف من المجهول. تقول والتون: "كل رائد ورجل أعمال ناجح فعل ما كان يخشى فعله بدلاً من السماح للخوف بأن يحكم حياته الشخصية والمهنية". وتعتقد والتون أن أفضل طريقة للتغلب على الخوف هي الاعتراف بوجوده ثم اتخاذ الخطوات الجريئة الضرورية رغم ذلك. 

-اغتنام الفرص:

 اضطرت آنجي هيكس، المؤسسة المشاركة ورئيسة قسم التسويق في شركة التطوير العقاري الأمريكية "آنجي" (Angi)، إلى مواجهة مخاوفها عندما تلقّت اتصالاً بشأن بدء العمل في مجال مراجعة خدمة العملاء. قالت هيكس في إحدى الفعاليات التي أطلقتها شركة أمريكان اكسبريس العالمية للخدمات المالية (American Express): "كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو أنني كنت خجولة وهادئة جداً، فالعمل يتطلب الخروج والتحدث إلى الناس. كنت أقوم ببيع الاشتراكات مباشرةً إلى الزبائن، وهذا كان آخر شيء اعتقدت أنني سأفعله". نجحت هيكس في الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها، مما مهد لها الطريق للاستفادة من الفرص التي لم تكن لتظهر لولا ذلك.

السعي باستمرار من أجل تعزيز المساواة

وفقاً لاستطلاعات مركز بيو للبحوث، بلغ متوسط الأجور التي كسبتها النساء 84% فقط مما كسبه الرجال في عام 2020، وذلك بناءً على تحليل متوسط الأجور في الساعة لكل من العمل بدوام جزئي وبدوام كامل. وبالمثل، وجدت دراسة أجراها مكتب الإحصاء الأمريكي عام 2020 والتي حللت بيانات الأجور بدوام كامل أن النساء يكسبن 83% مما يكسبه الرجال. 

لقد شعرت العديد من النساء بآثار الفجوة بين الجنسين خلال حياتهن المهنية، سواء من خلال حدوث خلاف حول الأجور أو فقدان ترقية أو التعرّض لتعليقات ساخرة من زملاء العمل. وحتى إذا كانت بيئة العمل تشجع على المساواة وتدعمها، فمن الشائع مقابلة أشخاص واجهوا التمييز، سواء أكان خفياً أم لا، بسبب جنسهم.

يقول أحد الخبراء أنه يتوجب على النساء العمل والمثابرة على الرغم من التقارير والدراسات التي تشير إلى غياب المساواة بين الجنسين سواء في نشرات الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال التجارب الشخصية. وإذا أرادت النساء أن يتم التعامل معهن على قدم المساواة في مكان العمل، فيجب عليهن التمسك بمواقفهن والمطالبة بالاحترام الذي يستحقونه والتصرف كما لو أن الفجوة الجنسانية قد تم بالفعل رأبها. ولكن هذا لا يعني التظاهر بأن عدم المساواة ليس له وجود، فالاعتراف بالحاجة إلى التغيير أمر ضروري، لكن القدرة على التصرف واتخاذ المواقف الحازمة في مكان العمل هو أمر ضروري، ويجب ألّا ندع العراقيل المُتصوّرة تسيطر على حياتنا وقراراتنا اليومية.

ينبغي أن تعتنق النساء أسلوبهن الطبيعي الأنثوي في القيادة

تنصح مديرة التسويق مايرا أتوي النساء اللواتي يدخلن سوق العمل بأن يكونوا مثالاً يُحتذى به عن طريق التعامل بانفتاح وتقديم الدعم وتبني روح العمل الجماعي. يختلف كل فرد عن الآخر، ولكن السمات المخصصة عادةً للمرأة يمكن أن تساعدها على التميُّز عندما يتعلق الأمر بالقيادة. يمكن للمرأة أن تساعد الآخرين على تحديد الأهداف وتحقيقها، والتأكيد على العمل الجماعي، واستثمار الوقت في التدريب والتوجيه والتنمية الشخصية.

اكتشفت إميلي هِي، نائبة مدير قسم تسويق تطبيقات الأعمال في مايكروسوفت، أن ما يُحفّز النساء هو دوافع ذاتية داخلية حول العمل أكثر من متطلبات العمل وتوجيهات المدراء والمسؤولين. قالت هِي: " على عكس الرجال الذين يميلون إلى التركيز على حياتهم المهنية وزيادة دخلهم إلى أقصى حد، تنظر النساء إلى العمل بشكل أكثر شمولية، باعتباره أحد مكونات خطة حياتهن العامة. ولذلك، قد تميل النساء إلى النظر إلى الحياة المهنية بطريقة تعكس ذواتهن وتعبر عنها، وتقدير جوانب مثل المعنى والهدف والتواصل مع زملاء العمل والتكامل بين العمل والحياة".

عندما تُدخِل النساء نقاط القوة الجوهرية هذه إلى أماكن عملهن، يمكن أن تحدث تحولات إيجابية في ثقافة العمل، بما في ذلك خفض معدل استقالة الموظفين وتعزيز روح التعاون.

العقبات التي تحول دون تولي المرأة للمناصب القيادية

رغم أن العالم يشهد تزايداً في المساواة بين الجنسين في مكان العمل، إلّا أن المرأة مازالت تواجه العديد من التحديات والعقبات التي تحول دون توليها للمناصب القيادية، ومن بين هذه العقبات نذكر التالي:

-الصور والأفكار النمطية:

هيمنَ القادة الذكور على معظم الصناعات لفترة طويلة لدرجة أن سمات القائد الجيّد غالباً ما يُنظر إليها على أنها سمات ذكورية، وغالباً ما يُنظر إلى النساء بشكل سلبي عندما يُظهرن هذه السمات. ومما يزيد الطين بلّة، قد يُنظر إلى المرأة على أنها غير مناسبة لتولي منصباً قيادياً عندما لا تُظهر هذه السمات القيادية المُعتادة. بالإضافة إلى ذلك، ربما يعتقد بعض الناس بأن هناك أدواراً وصناعات معينة تناسب النساء أكثر من الرجال، ومهن أخرى تليق بالرجال أكثر من النساء.

-التمييز:

قد تكون بيئات العمل التي يهيمن عليها التحيّز لصالح الرجال معادية للمرأة، إذ قد تتعرض النساء في مثل هذه البيئات إلى الحرمان من الترقيات والتحرش الجنسي وغير ذلك من السلوكيات غير المهنية.

-قلة الفرص التي تتيح إمكانية التواصل والتشبيك:

أصبح التحيّز بشكل عام أقل انتشاراً في عالم العمل، لكن آثاره مازالت تفرض تحديات على النساء اللواتي يبحثن عن فرص للتواصل والتشبيك، ونتيجة لذلك قد تكون هناك فرص أقل للحصول على التدريب والإرشاد أو غيرها من الترتيبات التي تساعد النساء على الانتقال إلى مناصب قيادية.

-صعوبة تحقيق التوازن بين الحياة والعمل:

تُعتبر الأعمال المنزلية عملاً مرهوناً بالمرأة وفقاً للتصوّر التقليدي للأدوار الجنسانية، مما يحد من الدعم الذي قد تحتاجه المرأة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة بشكل صحيح. ونتيجة لذلك، قد يعتقد البعض دون وجه حق أن المرأة غير قادرة على بذل الوقت والجهد اللازمين لتحمل مسؤوليات القيادة، غير أن النساء بالرغم من ذلك مازلن يعملن بجد ومثابرة لتحدي هذ الخرافة والكثير من الخرافات الأخرى.

ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://bit.ly/3adaXwp

مساحة إعلانية