الروبوتات لن تسرق وظائفنا في المستقبل

بيتنا أونلاين


تاريخ النشر 2023-01-10

عدد المشاهدات 57

أقل من دقيقة للقراءة

الروبوتات لن تسرق وظائفنا في المستقبل

عادةً ما تصوّر أفلام وروايات الخيال العلمي الروبوتات كواحد من شيئين: أجهزة آلية هدفها سرقة وظائفنا والقضاء على الجنس البشري أو مساعدين ودودين. يمكننا القول أنّ الروبوتات والأنظمة الآلية ستستحوذ على بعض وظائفنا، ولكنها ستخلق وظائف جديدة، وستكون جزءاً لا يتجزأ من النمو الاقتصادي في المستقبل.

أشارت توقعات تقرير "مستقبل العمل للعام 2020" الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أنه بحلول عام 2025 ستُفقد 85 مليون وظيفة نتيجة الأتمتة، حيث ستستولي الآلات على العديد من الوظائف التي يقوم بها البشر حالياً. في المقابل، من المُتوقع أن تظهر 97 مليون وظيفة جديدة من الأكثر تكيفاً مع توزيع الأعمال الجديد بين البشر والآلات عبر 15 صناعة و26 اقتصاداً شملها التقرير.

ونظر التقرير إلى الوظائف التي تنمو بشكل متزايد والتي سيزداد الطلب عليها في العام 2025، حيث يظهر أن المناصب القيادية التي يتزايد الطلب عليها تتمثل في وظائف تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وهندسة الروبوتات، بالإضافة إلى بعض الوظائف الجديدة في مجال أتمتة العمليات وأمن المعلومات وإنترنت الأشياء. 

أما الأدوار التي يُعتقد أن الحاجة إليها ستخف، فتتمثل في أعمال مثل إدخال البيانات والوظائف السكرتارية والإدارية والمحاسبة وأعمال كتابة الرواتب.

ويتوازن هذا التغير في شكل الوظائف مع ظهور وظائف جديدة على مر السنوات المقبلة لتغطي مجالات متعددة.

ما الذي يحدث بالتحديد؟

بفضل التقدّم التكنولوجي، أصبحت بعض أجهزة الكمبيوتر قادرة على إجراء العمليات التجارية دون هامش الخطأ الموجود لدينا. وتسمح معالجة اللغة الطبيعية لروبوتات المحادثة بفهم الكلام وتقديم الدعم الفني للعملاء في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك خدمات تقديم الطعام والبيع بالتجزئة. تستخدم أقسام الموارد البشرية وشركات التمويل تقنية "أتمتة العمليات الآلية" (RPA) للتحقق من أنظمة كشوف المرتبات، وإنشاء تقارير البريد الإلكتروني، وإدارة النفقات، من بين مهام أخرى يتولاها موظفون عادةً. وبفضل قدرة الكمبيوتر على الرؤية في الوقت الحالي، يمكن للآلات مسح الرموز الشريطية وتتبع عمليات توصيل الطرود دون مساعدة الأيدي البشرية.

قد تعتقد أن هذا قد حدث أخيراً: لقد انتصر الروبوت.

لكن لا داعي للذعر بعد. فالتقرير نفسه الذي توقع أن تسرق الروبوتات وظائفنا قريباً يقول أيضاً إنه سيتم فتح المزيد من الوظائف نتيجة لهذا التحوّل –97 مليوناً على وجه الدقة. هذه هي "وظائف المستقبل"، وهي في الواقع فرص أفضل، خاصة لمن هم في بداية حياتهم المهنية.

هناك نوعان من الأسباب:

كلما تم تدريب المزيد من الآلات للقيام بمهام متكرّرة، والتي غالباً ما يتم تعيين الموظفين المبتدئين للقيام بها، ستحل محلها وظائف تُركز على المهام المعقدة وبرواتب أعلى. أي أن المهنيين الشباب قد يختارون من بين مجموعة واسعة من المهن الشيّقة.

عادة ما يكافح الأشخاص الذين يدخلون سوق العمل للتو للحصول على أدوار بمرتبات أعلى لأن عليهم التنافس مع كبار المرشحين. يختفي هذا العيب التنافسي مع إنشاء أنواع جديدة من الأدوار –تلك التي لم يقم بها أحد من قبل. تقل احتمالية إجبار العمال الأصغر سناً على التنافس مع كبار السن، ومن المرجح أن يكونوا رواداً.

ومع ذلك، إذا كنت تدخل سوق العمل للتو، فقد تشعر بالإرهاق من كثرة الفرص الجديدة (وأحياناً المربكة). لمعرفة المسار الذي تريد أن تسلكه أولاً، ستحتاج إلى قضاء بعض الوقت في البحث عن المجالات التي تشعر بأنها مناسبة لك. اسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة لتحديد "وظائف المستقبل" التي تستحق التقديم عليها، وإثبات حياتك المهنية في المستقبل.

1- ما هي الأدوار الجديدة في مجال اهتمامي؟

تقود الابتكارات التكنولوجية إلى خلق وظائف جديدة. لمعرفة الأدوار التي قد ترغب في ممارستها، تحتاج أولاً إلى فهم ما يحدث في مجال اهتمامك. نصيحتي الأولى بديهية: قم ببحث بسيط على "غوغل"، وقم بتضمين اسم مجال عملك بالإضافة إلى العبارات الرئيسية مثل "مستقبل العمل" أو "اتجاهات الوظائف في [مجالك]". على سبيل المثال، يمكنك البحث عن "مستقبل عمل الموارد البشرية" أو "اتجاهات التسويق الرقمي" أو "الخدمات المصرفية لعام 2025". 

بمجرد معرفة ما هو متاح في مجالك، وتحديد الأدوار التي تبدو أكثر إثارة بالنسبة لك، يمكنك تعزيز البحث على مواقع مثل "إنديد" (Indeed) أو "لينكد إن" (LinkedIn) أو "غلاس دوور" (Glassdoor).

على سبيل المثال، هل درست التسويق؟ قد يُخبرك بحثك أن الشركات تطلب وظائف جديدة، مثل مختصّ التسويق الرقمي –وهو مكلّف باتخاذ قرارات تعتمد على البيانات لضمان نجاح الحملات– والتي يمكن للموظفين ملؤها على أي مستوى. هل ينصب شغفك على الموارد البشرية؟ سيُظهر لك البحث أن وظيفتي مسؤول التوظيف في مجال تكنولوجيا المعلومات ومحلّل بيانات الموارد البشرية من المتوقع ظهورهما في السنوات القليلة المقبلة؛ وكِلا الدورين مسؤولان عن جمع وتحليل بيانات الأشخاص لمساعدة الشركات على اتخاذ خيارات أفضل.

على موقع "لينكد إن"، ابحث عمّن قد يكونون في الأدوار التي تهمك. تابعهم، وتفاعل مع منشوراتهم، وانضم إلى الأحداث الافتراضية التي يقدمونها، ولكن لا تكتف بإرسال رسائل إليهم فجأة، تواصل فقط حين تكون قادراً على مشاركة كيفية تأثير عملهم أو أفكارهم عليك بوضوح. من واقع خبرتي، من المُرجح أن يستجيب الناس حين تُظهر أنك قد خصّصت وقتاً جيداً للتحضير قبل مراسلتهم.

في رسالتك، يمكنك أن تشرح أنه بصفتك شخصاً يدخل سوق العمل للتو، فأنت مهتم بمعرفة المزيد عن مسيرتهم المهنية. إذا تواصلت مع عدد كافٍ من الأشخاص، فسيستجيب القليل منهم، خاصةً إذا كنت صادقاً وناقشتهم في أمور محدّدة.

اطلب موعداً لأداء دردشة افتراضية، واستخدم هذا الوقت لمعرفة المزيد حول ما تستلزمه وظيفتهم، وكيف وصلوا إلى منصبهم، وما هي المهارات التي قد تحتاج إلى صقلها لتبرز كمرشح لدور مماثل. من شأن ذلك أن يعطيك فكرة أفضل عن الشركات التي توظف في الوقت الحالي، ومستوى الخبرة الذي يجب أن تؤخذ في الاعتبار لهذه الوظائف.

2- ما هي المهارات الجديدة التي يجب إتقانها وكيف؟

يتخرّج معظم الناس من الجامعات بأساس متين في مجال دراستهم. منذ عقود، كان هذا كافياً لتوظيفك. لكن اليوم هذا الأساس ليس سوى نقطة انطلاق.

تتطور التقنيات الحديثة بسرعة كبيرة، وبالتالي لتكون مرشحاً تنافسياً، ستحتاج إلى تعلُّم أحدث الأدوات والاتجاهات الرقمية في مجال عملك.

على سبيل المثال، ربما تكون قد درست التسويق في الجامعة، ولكن بحلول الوقت الذي تتخرج فيه ستكون وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات النشر الجديدة قد ظهرت. ربما تكون قد حصلت على شهادتك في الحقوق، ولكن في نفس العام الذي تقدمت فيه إلى وظيفتك الأولى، قد تكتشف أن مكاتب المحاماة بدأت في رقمنة العقود وتعطي الأولوية الآن للمبتدئين لمساعدة عملائها في الحفاظ على خصوصية البيانات أو إجراء المعاملات عبر الإنترنت. ربما تكون قد تخرجت مع تخصّص في الاقتصاد، ولكن هل تمّت تغطية التجارة الرقمية وإدارة العملات المشفرة خلال سنوات دراستك الجامعية؟ وهنا تأتي أهمية تحسين المهارات. 

تتعلق عملية رفع مستوى المهارات باكتساب المعرفة لتحقيق التقدّم الوظيفي عن طريق معالجة نقص المهارات التي يمكن أن تساعدك على التقدّم في مجال عملك. إذا كنت متخصّصاً في مجال التسويق، فيتعلق الأمر بإتقان وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة. وإذا كنت طالب في كلية الحقوق، فالأمر يتعلق بدراسة حماية البيانات. وإذا كنت خبيراً في الاقتصاد، فعليك تثقيف نفسك حول اتجاهات التداول الرقمي.

كيف تبدأ؟

ضع قائمة بالمهارات المتعلقة بالدور (أو الأدوار) التي تهتم كثيراً بالتقدّم إليها. يمكنك العثور عليها في أوصاف الوظائف، أو عن طريق العلاقات التي تبنيها أو عمليات البحث التي تجريها على مواقع مثل "لينكد إن".

ما هي المهارات المطلوبة لوظيفة أحلامك والتي لا تمتلكها بعد؟ ما التدريبات أو الشهادات التي حصل عليها متخصّصون آخرون في هذه المناصب؟

على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن وظائف في التسويق الرقمي، فقد تجد وظائف عدّة متاحة تتطلب خبرة عملية مع "أداة غوغل أناليتيكس" (Google Analytics) أو خبرة في "البحث المدفوع" (Paid Search).

أنشئ مصفوفة لتحديد أولويات كل مهارة تريد اكتسابها، وصنّف مدى فائدتها للوظائف المستهدفة ومقدار الوقت الذي ستحتاجه للتعلّم. لن يستغرق الفهم الأساسي لمعظم المهارات أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة.

يمكن تعلّم أدوات رقمية عديدة عبر الإنترنت مجاناً من خلال دروس تعليمية على موقع "يوتيوب" (YouTube). ويمكن إتقان المزيد من خلال الاستمرار بتلقي الدورات التعليمية عبر الإنترنت.

 تُعد منصات مثل "كورسيرا" (Coursera) أو "أوداسيتي" (Udacity) أو "فيوتشر ليرن" (FutureLearn) أو "يوديمي" (Udemy) أو " لينكد إن ليرننغ" (LinkedIn Learning) أماكن رائعة للبدء، كما أن بعض شركات التكنولوجيا، بينها "أمازون" (Amazon)، تقدم تدريبات مجانية أيضاً. ولا تنس إضافة مهاراتك المكتسبة حديثاً إلى سيرتك الذاتية. 

3- ماذا يمكنك أن تقدّمه أيضاً؟

ما الذي يجعلك مميزاً؟ قد يكون إتقانك لعدة لغات، أو مهاراتك الاستثنائية في الكتابة الإبداعية، أو كونك خبيراً في الشبكات، أو حتى أنك نشأت في بلد مختلف عن البلد الذي تتقدّم إليه للعمل، وبالتالي لديك فهم أعمق للأسواق أو الثقافات الدولية المختلفة.

طوال مسيرتي المهنية، رأيت زملاء مبتدئين يُمنحون المزيد من المسؤوليات بشكل أسرع، بفضل استخدامهم للصفات التي تميزهم عن غيرهم، ما أدى إلى تفوقهم وتقدمهم بين أقرانهم أو في مجالهم. اسأل نفسك: ما هي المهارات التي اكتسبتها على مر السنين بسبب "من أنا، أو من أين أنا، أو ما أنا متحمس له؟" ربما تكون قد نظمت العديد من الفعّاليات خلال سنوات دراستك الجامعية ولديك مهارات تنظيمية وقيادية استثنائية. أو ربما تكون قد طورت أخلاقيات عمل متميّزة من خلال خلفيتك كرياضي.

إذا لم تكن متأكداً من الصفات الفريدة التي يجب أن تقدّمها (ففي بعض الأحيان قد يكون من الصعب تحليل أنفسنا بهذه الطريقة)، فحاول إرسال بريد إلكتروني إلى زملائك الطلاب أو الأصدقاء أو أفراد الأسرة لسؤالهم عمّا يميزك عن الآخرين في نظرهم. في كثير من الأحيان، يرى الآخرون عناصر قوتنا أفضل منّا.

ستتمكن من إعداد سيرة ذاتية متميّزة من خلال الجمع بين الأدوات الجديدة التي تتعلّمها عبر تطوير المهارات مع ما يجعلك فريداً. وإنْ كان بإمكانك تقديم أمثلة محدّدة للمواقف التي استخدمت فيها هذه المجموعة من المهارات لإنجاز مهمة أو هدف، فسوف يمنحك هذا الدعم أثناء الفحوصات ومقابلات العمل.

قد تؤدي الأتمتة إلى إلغاء العديد من وظائف المبتدئين، لكن بصفتك محترفاً شاباً، تذكَّر أن التكنولوجيا موجودة لمساعدتك. تبحث معظم الشركات الجديرة عن أشخاص مختلفين لديهم اهتمامات وخبرات مختلفة، ويمكنهم إضافة وجهات نظر جديدة إلى فرقهم. قد يتميّز الروبوت بهامش خطأ تقني أصغر، لكنه يفتقر إلى إنسانيتك، وصفاتك النادرة والمميّزة التي تجعلك ما أنت عليه. ادمج هذه الصفات مع المهارات التقنية المطلوبة للأدوار المهمة القادمة في طريقك، وستقوم بإعداد نفسك للنجاح الآن وفي المستقبل.

ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://bit.ly/3GRdkm6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مساحة إعلانية