المكاتب المفتوحة: ليست بالجودة المتوقعة التي يظنها البعض

هديل البكري


تاريخ النشر 2021-12-4

عدد المشاهدات 96

أقل من دقيقة للقراءة

المكاتب المفتوحة: ليست بالجودة المتوقعة التي يظنها البعض

يدّعي بحث علم النفس الجديد أنّ عيوب المكاتب المفتوحة تفوق الفوائد، فهل من المقرر عودة الجدران؟

دراسة الجدوى للمكاتب المفتوحة بسيطة: فهي أرخص.

يمكنك حشد المزيد من الموظفين في مساحة أقل بدون جدران، ممّا يوفر تكاليف العقارات. بالإضافة إلى ذلك، يزعم المدافعون عن فكرة المكاتب المفتوحة أنّ التداول الحر للموظفين يزيد من التفاعل والصدفة الإبداعية، ولكن هناك أيضا سلبيات لهذا الأمر.

سلبيات تصميم هذه المكاتب واضحة تماماً لأي شخص سبق له وعمل في مكتب مفتوح، حيث إنّها إما هادئة جداً أو صامتة بشكل يصم الآذان، ولا يشجع أي منهما على المحادثة (خاصةً أي شيء حساس أو من المحتمل أن يجعلك تبدو أحمقاً، مثل مشاركة أفكار نصف ناضجة ولكنها واعدة). بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة التشجيع على التفاعل التلقائي تُترجم إلى تشجيع الكثير، فضلاً عن المقاطعات عندما تحاول التركيز. ومن هنا جاءت السخرية القائلة بأن "سماعات الرأس" هي الجدار الجديد، وظاهرة فتح الخزائن للعثور على موظفين محبوسين في الداخل يعملون بعيداً.

إذاً؛ فهل تفوق الامتيازات على هذه العيوب الخطيرة؟

قد يكون لديك بالفعل إجابتك الشخصية، لكن علماء النفس حاولوا مؤخراً الإجابة على السؤال بدقة علمية. استطلعت الدراسة 42000 موظف مكتب أمريكي يعملون في 303 مبانٍ للمكاتب، وباستخدام تقييم صناعي قياسي للرضا عن بيئة العمل توصلت الدراسة إلى نتيجة نهائية؛ ألا وهي نفي الإدعاء الذي يرى بأنّ مخططات المكاتب المفتوحة تُعزّز التواصل وروح الفريق إلى حد كبير. تقدم مدونة موجز أبحاث الجمعية البريطانية لعلم النفس مزيداً من التفاصيل حول الدراسة:

كان العاملون في المكاتب المغلقة بشكل عام هم الأكثر رضا عن أماكن عملهم، في حين أعرب العاملون في المكاتب المفتوحة عن استيائهم الشديد من انتهاك خصوصيتهم، وكان هذا هو الحال بشكل أكبر في المكاتب المفتوحة ذات الأقسام. ربما يرجع ذلك إلى أن الشاشات المرئية تجعل من الصعب التنبؤ بالضوضاء المحيطة، وتُشعر بالشخص بأنّه أقل قدرة على التحكم. تتعلق النتيجة الأساسيّة بما إذا كانت تكاليف فقدان الخصوصية تفوق فوائد تسهيل التواصل بالنسبة للعاملين في المكاتب المفتوحة، وقد أظهر التحليل أنّ الدرجات على سهولة التفاعل لم تعوض استياء عمال المكاتب المفتوحة من الضوضاء ومشكلات الخصوصية من حيث رضاهم العام عن مساحة عملهم. وخلص الباحثون إلى أنّ النتائج التي توصلوا لها في الدراسة تتعارض قطعياً مع الحكمة المطبقة في قطاع العمل بأنّ التخطيط المفتوح يعزز التواصل بين الزملاء ويحسن الرضا البيئي العام لعمل الموظفين.

هذه إجابة حازمة جداً، ولكن هل ما زال بإمكان مؤيدي المكتب المفتوح على أي حال تبرير موقفهم؟ يبدو أنّ الدراسة تفترض وجود مكاتب لجميع الأغراض يعملون فيها طوال اليوم حيث يُتوقع من الموظفين إنجاز كل شيء فيها، بدءاً من عقد الاجتماعات لتوليد الأفكار وإجراء المكالمات. تتطوّر العديد من الشركات بعيداً عن هذا النموذج التقليدي، إما عن طريق تقسيم مساحاتها إلى مناطق؛ بعضها يوفر الخصوصية للعمل المركّز وبعض المساحة الأخرى للتفاعل، بينما تتيح لأعضاء الفريق العمل بتقسيم أسبوع عملهم، وتقسيم مساحة عملهم ووقتهم في العمل بين المكتب، وركن هادئ في المنزل ومقهى في آخر الشارع (حيث ثبت أن الصخب المحيط يزيد من الإبداع).

إذا كنت تتبع هذا النهج المجزأ، فقد تتمكّن من توفير بعض التكاليف في الميزانية لتصميم خطة المكاتب المفتوحة دون تكبد التكاليف من حيث إرضاء العمال. بالطبع، هذا يتطلب منك الوثوق بموظفيك في اختيار مكانهم وعملهم حتى لا تحشرهم في مكان واحد مثل ماشية حقول التسمين في مساحة يسهل مراقبتها والتحكم فيها.

هل تشعر أنّ تيار الرأي العام ينقلب على المكاتب المفتوحة؟ شاركنا رأيك.

 

ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Open-Plan Offices: Not All They're Cracked Up to Be

مساحة إعلانية