النساء والتكنولوجيا: تعزيز مشاركة النساء في مجال علوم الكومبيوتر

بيتنا أونلاين


تاريخ النشر 2023-01-19

عدد المشاهدات 39

أقل من دقيقة للقراءة

النساء والتكنولوجيا: تعزيز مشاركة النساء في مجال علوم الكومبيوتر

الوضع الحالي لمشاركة النساء في تخصّصات ومهن علوم الكمبيوتر

يتوقع مكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS) أن ينمو التوظيف في مجال علوم الكمبيوتر بنسبة 19٪ بحلول عام 2026، لكن 18% فقط من شهادات البكالوريوس في علوم الكمبيوتر حصلت عليها نساء، ورغم ارتفاع الطلب على التوظيف في هذا المجال، إلّا أننا لا نستطيع إنكار حقيقة أن علوم الكمبيوتر يهيمن عليها الرجال تقريباً في كل أنحاء العالم. واستجابةً لذلك، تبذل العديد من الجامعات المرموقة جهوداً لتوظيف طالبات في علوم الكمبيوتر، مما يجعله الوقت المثالي للنساء للحصول على درجات علمية في هذا المجال، كما تحاول العديد من الشركات والمنظمات العاملة في مجال التكنولوجيا جذب المزيد من الموظفات عبر منح إجازات أمومة أطول وتوازن أفضل بين العمل والحياة، لكن الجهود المبذولة لجذب النساء إلى قطاع التكنولوجيا يجب أن تبدأ من المرحلة الابتدائية.

 سنناقش في هذا المقال سبب عزوف النساء عن تخصصات ومهن التكنولوجيا وما الذي يمكن فعله لتغيير ذلك.

لماذا لا تشارك النساء أكثر في علوم الكمبيوتر؟

شكّلت النساء معظم القوى العاملة في مجال التكنولوجيا منذ بدء ظهور تقنيات الكومبيوتر لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية حتى ستينات القرن الماضي، لكن بحلول عام 1970، كانت نسبتهن 13.6% فقط من مجموع الحاصلين على درجات البكالوريوس في علوم الكمبيوتر. وفي عام 1984، ارتفعت النسبة إلى 37%، لكنهت انخفضت منذ ذلك الحين إلى 18%؛ في نفس الفترة الزمنية عندما بدأت أجهزة الكمبيوتر الشخصية تظهر في المنازل.

وفقاً للإذاعة الوطنية العامة (NPR) –إذاعة أمريكية تأسست عام 1970– تم تسويق أجهزة الكمبيوتر الشخصية بشكل حصري تقريباً للرجال، وكانت العائلات أكثر ميلًا لشرائها للفتيان أكثر من الفتيات.

من الصعب تحديد أسباب انخفاض نسبة مشاركة النساء في تخصصات ومهن علوم الكمبيوتر، لكن الباحثون يجدون أن الدورات التمهيدية في علوم الكمبيوتر تلعب دوراً كبيراً في تثبيط عزيمة النساء عن الالتحاق بها. ولحسن الحظ، تبحث منظمات مثل "البناء والتوظيف والشمول من أجل التنوع" (BRAID) عن طرق لجذب ودعم طالبات علوم الكمبيوتر. وفي الوقت الحالي، تعمل نحو 15 جامعة بالتعاون مع منظمة BRAID لإيجاد بيئات تعليمية شاملة للجنسين.

انخفضت نسبة النساء العاملات في مجال علوم الكمبيوتر منذ تسعينيات القرن الماضي؛ من 35% إلى 26% بين عامي 1990 و2013. ووفقاً "للجمعية الأمريكية للطالبات الجامعيات"، يمكننا عكس هذا الاتجاه عبر إزالة الدلالات السلبية لمشاركة النساء في قطاع التكنولوجيا. يجب على المعلمين وأولياء الأمور العمل معاً لمساعدة الفتيات على زيادة ثقتهن بأنفسهن وتحفيز فضولهن في مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ويمكن للنساء المتخصّصات في هذه المجالات أن يصبحن مرشدات، بينما يقوم الرجال بالمساعدة في إيجاد أماكن عمل أكثر شمولاً.

لماذا يجب على النساء أن يرغبن في العمل في مجال التكنولوجيا؟

كوّنت العديد من النساء مفاهيم خاطئة حول علوم الكمبيوتر بسبب استراتيجيات التسويق خلال العقود الثلاثة الماضية. لا يمكننا أن ننكر أن فكرة المُبرمج المهووس ما زالت منتشرة نوعاً ما، لكن العديد من الشابات غير مدركات للوظائف والفرص التي لا تُعد ولا تحصى في مجال التكنولوجيا. ولا يزال هناك اعتقاد بأن المهن المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات غير مناسبة لأولئك الذين يرغبون في العمل على المستوى الإنساني، لكن في الواقع هناك صلة وثيقة بين مهن علوم الكمبيوتر والحياة البشرية الحديثة، وتتطلب العديد منها اتقان المهارات التفاعلية ومهارات التعامل مع الآخرين.

شهدت "جامعة كاليفورنيا في بيركلي" ثورة في دورات علوم الكمبيوتر التمهيدية بعد تغيير طريقة التسويق لها. فالدورات التي كانت تُعرف باسم "مقدمة في لغة البرمجة الرمزية" أصبحت الآن تدعى "جمال ومتعة تعلمّ الحوسبة". ونتيجة لذلك، فاق عدد النساء في الدورة عدد الرجال للمرة الأولى عام 2014.

وبحسب "الجمعية الأمريكية للطالبات الجامعيات"، فإن الفوارق في الأجور بين الرجال والنساء العاملين في مهن علوم الكمبيوتر هي الأقل، حيث تكسب النساء 94 ٪ مما يكسبه الرجال. وبقيت الفوارق في معدلات الأجور الإجمالية بين الرجال والنساء ثابتة خلال العقد الماضي، ولا تزال مشاركة النساء ضعيفة إلى حد كبير في مجال علوم الكمبيوتر؛ إذ تبلغ نسبة النساء المتخصّصات في علوم الكمبيوتر 20% فقط.

إنّ زيادة مشاركة المرأة هي استراتيجية تجارية سليمة. إذ وجدت دراسة أجرتها شركة الخدمات المهنية البريطانية "ديلويت" (Deloitte) أن خيارات النساء الشرائية تمثل نحو 85% من قرارات الشراء على الصعيد الوطني، وأنّ التنوع يدفع إلى الابتكار.

لا يزال أمراً شائعاً حتى اليوم وجود مجالس إدارية وفرق تجارية دون أي مشاركة نسائية تُذكر، لكن دمج المنظورات النسائية سيؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الإيرادات وفهم أفضل للأسواق الاستهلاكية.

ما هي بعض الأسباب التي قد تُشجع النساء على الدخول مجال التكنولوجيا؟

بالإضافة إلى الأسباب المذكورة أعلاه، فإن العديد من شركات التكنولوجيا وعلوم الكمبيوتر في طليعة السياسات التقدمية في مكان العمل. فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون أن النساء العاملات في شركات التكنولوجيا –وخاصة الشركات الناشئة– لديهن توازن سليم بين العمل والحياة. وتدعم العديد من شركات التكنولوجيا إجراءات العمل غير التقليدية، مثل العمل وفق جدول زمني مرن، وعقد مؤتمرات الفيديو والعمل من المنزل.

بالإضافة إلى ذلك، يبلغ متوسط إجازة الأمومة في الولايات المتحدة للموظفين ستة أسابيع، بينما تتبنى العديد من شركات التكنولوجيا سياسات سخية بما يتعلق بالإجازات المدفوعة للأمهات والآباء الجُدد. ليس سراً أن شركة "غوغل" هي شركة رائدة في مجتمع التكنولوجيا، وعندما يتعلق الأمر بإجازات الأمومة مدفوعة الأجر، فهم في المقدمة؛ إذ تمنح الشركة إجازة أمومة مدفوعة الأجر لمدة 22 أسبوعاً، ويتلقى الوالدين أيضاً هدية نقدية بعد إنجاب الطفل.

كيف يمكن زيادة اهتمام الفتيات بعلوم الكمبيوتر؟

نناقش أدناه بعض الطرق التي يمكن للمعلمين وأولياء الأمور العمل بها لزيادة اهتمام الفتيات بعلوم الكمبيوتر والموضوعات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

1- إيجاد بيئات تعليمية تكفل الفرص المتساوية بين الجنسين

يميل الفتيان عموماً إلى التحدث والمشاركة خلال الدروس، لكن الأمر متروك للمعلمين لتشجيع الطالبات وإشراكهن في المناقشات الصفية. سيؤدي هذا إلى زيادة اهتمام الفتيات بالمواضيع المطروحة وإعدادهن لدراسة علوم الكومبيوتر في الجامعات.

2- البرامج الإرشادية

قد تواجه الفتيات اللواتي يدخلن مجال علوم الكمبيوتر مقاومة وتحديات أكبر من تلك التي يواجهنها عادةً في المجالات التقليدية التي تجذب اهتمام الفتيات. وبإمكان البالغين تشجيع الفتيات وتقوية عزيمتهن من خلال تقديم نماذج يُقتدى بها من النساء الناجحات في حياتهن المهنية.

سواء من خلال إنشاء برامج إرشادية في المرحلة الثانوية أو ما بعدها، أو جلب المتحدثين، أو استخدام القيادات النسائية كدراسات حالة، يمكن للمعلمين وأولياء الأمور غرس الثقة بالنفس لدى الفتيات اللواتي يسعين إلى العمل في مجالات لطالما هيمن عليها الذكور.

3- إعادة تعريف التكنولوجيا

وكما ورد في القسم السابق، انخفضت نسبة مشاركة النساء في مجال علوم الكمبيوتر انخفاضاً حاداً في الثمانينيات نتيجة التسويق الذي كان يُركز على بيع أجهزة الكمبيوتر المنزلية إلى الفيتان والرجال. ثم بعد ذلك تحول اهتمام النساء إلى الموضوعات المُصنفة عادةً ضمن العلوم الإنسانية أو الفنون. 

أظهر تقرير نشرته مجلة "نيوزوييك" (Newsweek) عام 2015 الجهود التي تبذلها جامعة "هارفي ماد" الأمريكية الخاصة (Harvey Mudd) لمواجهة هذا الاتجاه، إذ تم تعديل دورات علوم الكمبيوتر التمهيدية بحيث يكون التركيز على حل المشاكل بطرق إبداعية والفرص المتاحة في هذا المجال. وجعلت الجامعة أيضاً الفصول الدراسية أقل صعوبة من خلال تقسيمها إلى قسمين بناءً على الخبرة البرمجية السابقة للطلاب الوافدين. وفي غضون أربع سنوات، ارتفع معدل مشاركة النساء في برنامج علوم الكمبيوتر للجامعة من 10% إلى 40%؛ ومازالت النسبة مستقرة. 

4- تسهيل الوصول إلى برامج علوم الكومبيوتر

في سياق الجهور الرامية إلى جذب النساء إلى علوم الكومبيوتر، تم إنشاء عدد من البرامج للمساعدة في تعزيز اهتمامهن، بينها الفتيات اللواتي يبرمجن (Girls Who Code)؛ الفتيات المتفوقات في الرياضيات والعلوم (GEMSGirls, Inc؛ Girlstart

 

ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://bit.ly/2HsGNlp

مساحة إعلانية