تجارب رواد الأعمال اللاجئين في تأسيس شركات ناشئة ومصاعب الحصول على تمويل

بيتنا أونلاين


تاريخ النشر 2022-07-3

عدد المشاهدات 61

أقل من دقيقة للقراءة

تجارب رواد الأعمال اللاجئين في تأسيس شركات ناشئة ومصاعب الحصول على تمويل

تزايدت طلبات اللجوء في الدول الأوروبية منذ استيلاء حركة طالبان على أفغانستان في آب/اغسطس العام الماضي، وأدت الحرب في أوكرانيا إلى تصاعد أزمة اللاجئين الحالية في أوروبا. وفي ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها اللاجئون في القارة العجوز، يحاول العديد من رواد الأعمال اللاجئين تأسيس شركاتهم التجارية وسط مصاعب أكبر مقارنة بتلك التي يواجهها منافسيهم الأوربيين. 

غالباً ما يكون المهاجرون واللاجئون رواد أعمال طموحين إذا ما أتيحت لهم الفرص المناسبة؛ ووفقاً لمركز رواد الأعمال البريطاني، قام أكثر من 450 ألف شخص من 155 دولة بتأسيس شركات تجارية في المملكة المتحدة وحدها. إذن كيف تبدو الحياة بالنسبة للاجئين الذين يرغبون بالانضمام إلى مجتمع ريادة الأعمال في أوروبا؟

بيئة عمل إقصائية

يقول ياما سرّاج، مؤسس شركة "سينس إيه آي" (SensAI)الناشئة في مجال الأدوات الرياضية ومقرها باريس: "ينبغي عليك العثور على مؤسس مشارك وأن يكون من العرق الأبيض". يعيش سرّاج في فرنسا منذ عام 2019، ووصل إلى أوروبا عام 1988 عندما كان في الحادية عشرة من عمره بعد مغادرة عائلته أفغانستان إلى هولندا.

يضيف سرّاج: "إذا ما أتيحت لي الفرصة لأعيش حياتي من جديد، سأحاول بالتأكيد العثور على مؤسس مشارك هولندي أو فرنسي ليكون بمثابة واجهة للشركة. هناك الكثير من التحيّزات المؤسسية والمعرفية التي يعاني منها الناس، والتي من الصعب جداً مواجهتها".

جمعت شركة سينس إيه آي مؤخراً مبلغ 20 ألف يورو من الاستثمارات الخاصة، وفازت بمبلغ 42 ألف يورو من برنامج "ترومبلا" (Tremplin) الذي أطلقته شركة "لا فرينش تيك" (La French Tech)، وتحتضنها الآن المدرسة متعددة التقانات أو البولتيكنيك (بالفرنسية: École polytechnique)، لكن سرّاج مازال يواجه تمييزاً في الحصول على تمويل، على حد قوله.

يقول سرّاج: "لقد أدركت مدى صعوبة حصول أي شركة ناشئة على التمويل، ولكني أدركت على وجه الخصوص مدى صعوبة حصول المهاجرين على الموارد المناسبة لتأسيس شركاتهم. أحاول الحصول على الدعم. يسألني الناس ’’هل هذه حقاً فكرتك؟‘‘ أو ’’أنت تتحدث الهولندية بشكل جيد‘‘. ولكن بعد سماع هذه التعليقات لأكثر من 20 مرة، تدرك أنها في الواقع ليست مجاملة". وعبّر سرّاج عن رغبته "بأن يفعل شيئاً في الحياة لضمان العيش الكريم له ولعائلته، وأيضاً لإثبات أن المهاجرين ليسوا أشخاصاً عديمي الفائدة".

ويضيف سرّاج الذي يحاول مساعدة اللاجئين الآخرين على العمل في أوروبا: "تكوين شبكة علاقات جيدة هو أمر ضروري لتعزيز الثقة في مجال العمل، ويمكن للناس الابتكار بشكل أسرع. لكن ربما تشعر في بعض الأحيان أنه من الصعب نوعاً ما تحقيق ذلك. هذه آليات ضمنية للاستبعاد والتهميش".

صعوبة الحصول على التمويل

يؤكد نور مواقي، مؤسس منصة "ويزم" (Wizme) لإدارة مواعيد وحجوزات الاجتماعات والفعاليات، على أن التمويل يمثل مشكلة كبيرة لرواد الأعمال اللاجئين.

غادر مواقي سوريا إلى لندن عام 2009 لإكمال درجة الماجستير في التسويق في كلية "دورهام للأعمال"، ثم حصل على عمل في مجموعة فنادق إنتركونتيننتال في المملكة المتحدة. لكن بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، تقدم بطلب للحصول على وضعية اللاجئ عام 2014. يقول مواقي: "كنت أريد البقاء في المملكة المتحدة، ولكن أيضاً كنت أرغب بشدة بالبدء بعملي. لكن لسوء الحظ، عندما تكون مقيداً بالشركة التي تعمل بها، لن يكون من السهل البدء بأي عمل تجاري خاص".

ورغم خبرته الطويلة في مجال الفندقة وتنظيم المناسبات، يشير مواقي إلى أن التشبيك المهني يمثل تحدياً كبيراً عند وصول المهاجرين واللاجئين إلى بلد جديد.

يقول مواقي: "التحدي الكبير الآخر هو شبكة المعارف. لقد انتقلت من بلد كان لدي فيه الكثير من العلاقات المهنية والاجتماعية، وكنت أعرف أشخاصاً يساعدونني في إنجاز الأمور. ولكن فجأة وجدت نفسي في عالم جديد حيث ينبغي علي إيجاد طريقي والعثور على الأشخاص المناسبين للتواصل معهم."

باتت تظهر المزيد من المبادرات لدعم رواد الأعمال من اللاجئين، إذ أطلقت "شبكة السلامة الإنسانية" (The Human Safety Net) مؤخراً حاضنة أعمال تركز على دعم اللاجئين في باريس، وهناك أيضاً حاضنات أعمال لدعم وتأهيل رواد الأعمال اللاجئين في هولندا، وهناك مؤسسة "سينغا بزنس لاب" (SINGA Business Lab) في برلين.

 الضغط النفسي

لا يقتصر الأمر فقط على التحيّز المؤسسي الذي يواجهه رواد الأعمال هؤلاء. يتحدث الشاب السوري رامي قلعي، أحد مؤسسي منصة "كومبوز" (Compose) لإدارة وتنظيم البريد الوارد ومقرها لندن، عن المصاعب والتعقيدات التي واجهها بسبب جنسيته السورية، والتي لا يواجهها عادة رواد الأعمال الآخرون.

يقول قلعي: "أصبحت الأمور أكثر تعقيداً عندما كنا نحاول الحصول على تمويل أولي. والسبب هو أننا حاولنا الحصول على تمويل من أحد شركات رأس المال الاستثماري الأمريكية، وكوننا سوريين يعني أنه لا يمكننا السفر لأننا محظورين من دخول الولايات المتحدة".

تمكن قلعي لاحقاً من العثور على مستثمرين في المملكة المتحدة، ومن الواضح أنه يشعر بالامتنان لوجوده في مكان يتيح له تأسيس مشروع تجاري بأمان. لكن رغم البيئة الآمنة هذه، يشير قلعي أيضاً إلى وجود ضغوط إضافية على اللاجئين الذين يرغبون بتأسيس شركاتهم. 

أنفقت عائلة قلعي مدخراتها من أجل إرساله إلى الكلية الامبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن لدراسة هندسة الكهرباء. يقول قلعي "أخبرني والدي بأن مدخرات العائلة سينفقها من أجل تعليمي، وعبّر عن أمله في أن أكون قادراً على تأسيس حياة مستقرة خارج سوريا". لكن طبيعة المحادثات مع عائلته تغيّرت بعد أن رفض قلعي عرض عمل في بنك " جي بي مورغان" من أجل تأسيس شركته. 

ويتذكر قلعي قائلاً: "تلقيت عرضاً من بنك " جي بي مورغان" قبل الحصول على أي تمويل لتأسيس الشركة، ولم أرغب في قبوله. لم يرحب والدي بهذا القرار، بسبب رغبته بأن أجد عملاً مستقراً". ولكن بعدما تمكنا من الحصول على تمويل أولي، أبدى والدي انفتاحه على فكرة العمل الحر".

الإمكانيات

يصف نور مواقي مؤسس منصة ويزم تجربة مماثلة للضغوط الأسرية التي تعرض لها أثناء تأسيسه للمنصة.  

يقول مواقي: "لقد تخليت عن الأشياء التي سيفعلها أي مؤسس شركة ناشئة؛ الوظيفة والراتب. ثم وضعت كل مدخراتي من أجل الشركة. لقد فعلت ذلك ولكن الاختلاف هنا هو أنني كنت أجازف. لدي عائلة وأصدقاء في سوريا، وهم يحتاجون إلى دعمي. وقد تخليت عن راتبي لأتمكن من إعالتهم. لدي أربعة أشقاء أصغر سناً. وهذا يجعل الأمور أكثر صعوبة". 

وفي السياق نفسه، أشار قلعي إلى أنه يتوجب على المستثمرين ورجال الأعمال مراعاة التحديات التي يواجهها المهاجرون واللاجئون المؤسسون، ويجب عليهم أيضاً أن يكونوا على دراية بإمكانياتهم.

يقول قلعي: "عندما ألتقي بمؤسس شركة لاجئ أو طالب لجوء أو مهاجر، أعتقد أن هناك ما يدفعه للمضي قدماً، وأنا أفهم ذلك لأنني اختبرت ذات الشعور. هناك بعض الأمور التي ستدفعهم أكثر قليلاً، وستجعلهم يبذلون مزيداً من الجهد. أعتقد أنه إذا تمكنا بالفعل من إيجاد بيئة مناسبة لتسهيل ذلك، فيمكن أن تحدث أشياء عظيمة".

يأمل رواد الأعمال هؤلاء، أكثر من أي شيء آخر، أن تكون جهودهم وأعمالهم هي ما يحدد هوياتهم وقيمتهم، بدلاً من قصصهم الشخصية أو الرحلات التي أجبروا على القيام بها. 

تعريف عن الشركات الناشئة التي أسسها رواد الأعمال اللاجئون

  • شركة "سينس إيه آي" (SensAI) -تاريخ التأسيس 2019

تقوم شركة سينس إيه آي بتطوير أنظمة الكاميرا وأجهزة استشعار الحركة لتحويل إطارات السيارات المعاد تدويرها إلى أكياس ملاكمة ذكية. يتم دمج هذه التقنية مع برامج التدريب الرقمية المصممة لتحسين الصحة البدنية والعقلية للمستخدمين.

  • منصة "ويزم" (Wizme) -تاريخ التأسيس 2015

منصة ويزم هي منصة حجز ذكية تتيح للمجموعات ومخططي الأحداث حجز كل ما يحتاجون إليه بسهولة لتنظيم الأحداث والفعاليات.

  • منصة "كومبوز" (Compose) -تاريخ التأسيس 2019

منصة كومبوز هي أداة لإدارة البريد الوارد تقوم على جمع تطبيقات العمل سوياً لتسهيل العمل وإجراء المحادثات. تقوم المنصة بإنشاء صندوق بريد وارد واحد من أدوات مثل البريد الإلكتروني وسلاك (Slack) ونوشن (Notion) وغوغل دوكس (Google Docs) في تطبيق يساعد في عرض المحادثات المهمة وتنظيمها وتنفيذها والعثور عليها خلال العمل. 

ترجمة بيتنا أونلاين؛ التقرير مترجم باختصار من https://bit.ly/3a7giFx

مساحة إعلانية