لماذا يُعدّ التعاطف جزءاً مهماً من عملية التواصل في مكان العمل؟

هديل البكري


تاريخ النشر 2022-03-22

عدد المشاهدات 18

أقل من دقيقة للقراءة

لماذا يُعدّ التعاطف جزءاً مهماً من عملية التواصل في مكان العمل؟

التعاطف هو إحدى الصفات الطبيعية التي نحب جميعاً أن نعتقد أنّنا نجيدها، فالقول بأنّك لا تجيد التعاطف يشبه إلى حد ما القول أنّك لست شخصاً لطيفاً. وفي حين أنّ هذه الصفة قد تكون صفة إنسانيّة طبيعيّة، لكنّ الكثير منّا لا يجيد استخدام عاطفة التعاطف بفعالية، لا سيّما في عملية التواصل في العمل.

أحد أسباب ذلك هو أنّ العمل غالباً ما يكون صعباً، ومرهقاً، وعلينا جميعاً أن نظهر في المقدمة حتى نتمكن من قضاء اليوم، وهذا يمكن أن يترك مجالاً صغيراً للتعاطف. نعتقد أن إظهار التعاطف سيجعلنا نبدو ضعيفين، أو أنه من خلال محاولة فهم وجهات نظر مختلفة، فإننا قد نبدو غير حاسمين وغير واضحين.

الأمر ليس كذلك في الواقع، وإذا لم نمارس التعاطف بوعي، فإننا لا نتواصل؛ نحن فقط نردع الآراء بطريقة غير فعالة، ويمكن تصعيدها بسهولة لتصبح سوء تفاهم وعلاقات عمل عدائية.

إذاً، ما المقصود بـ "التعاطف"؟

إنّ التعاطف هو فن رؤية العالم كما يراه شخص آخر، ومحاولة فهم مشاعر شخص آخر وحساسيتها. الأهم من ذلك، أن التعاطف يتعلق أيضاً بفهم نفسك، وذلك حتى تتمكّن من تقدير الطريقة التي تتعامل بها، ولماذا تتصرف كما تفعل في مواقف معينة.

إذا كنت ترغب في التواصل مع الناس بسهولة وبشكل مثمر، فابذل جهداً واعياً لاستخدام التعاطف في جميع لقاءاتك في العمل، وحاول رؤية الأشياء من منظور الشخص الآخر، ولا تغفل أيضاً إلى الإشارات غير اللفظية التي نطلقها جميعاً؛ حيث إنّ الأشياء الصغيرة يمكنها غالباً كشف الكثير عن شعور شخص ما في بعض المواقف، حتى وإن يقل الكثير بصوت عالٍ. غالباً ما تأتي الاستجابة العدوانية من موضع الخوف أو القلق، لذا فإنّ القدرة على إدراك ذلك والتعامل مع مخاوف هذا الشخص يساعد في التخلص من التوتر في المواقف الصعبة.

فوائد مكان العمل الذي يغلب عليه "التعاطف":

إظهار التعاطف في لقاءاتك في العمل لا يعني أنّك تتراجع للتو أو تستسلم لوجهة نظر تعرف أنها خاطئة، بل يعني ذلك أن تكون قادراً على تحفيز شخص ما على اتخاذ موقفه لتتمكّن من الحديث معه بشكل مثمر وفعّال. إذا كان بإمكانك إظهار استعدادك للاستماع، وربما تكييف أفكارك الخاصة، فستكسب الاحترام والثقة.

استخدام" التعاطف" في اتصالاتك في العمل له العديد من المزايا المهمة، بما في ذلك:

  • فهم أفضل لاحتياجات المستفيدين.
  • تسهيل التعامل مع المواقف العدائية في العمل.
  • القدرة على التنبؤ أين يمكن أن يتصاعد الموقف وكيف.
  • امتلاك قوى أفضل للإقناع والتحفيز.
  • اكتساب احترام الآخرين لكونك شخصاً قوياً وواثقاً بنفسه لما يكفي للاستماع إلى وجهات نظر بديلة.
  • لا مزيد من العزلة القائمة على سوء الفهم طويل الأمد والتواصل الفاشل مع فريق العمل.

لماذا يُعدّ التعاطف مهماً جداً في القطاع الخيري غير الربحي؟

يُعدّ توظيف قدرة التعاطف في حياتك العملية اليومية أمراً مهماً، لا سيّما عند العمل في القطاع الخيري غير الربحي. وفقاً لاستطلاع أجري مع مسؤولي التوظيف لدينا، فإنّ هذه إحدى المهارات الرئيسة القابلة للتحويل التي يبحثون عنها في المرشحين الراغبين في الانتقال إلى هذا القطاع؛ ترتقي هذه المهارة من كونها ميزة إضافيّة إلى مهارة أساسية.

يرجع ذلك جزئياً إلى طبيعة العمل الخيري حيث قد تساعد الأشخاص المُعرّضين للخطر؛ لذا فأنت بحاجة إلى التعاطف مع السبب، وكذلك القدرة على فهم الآخرين المحتاجين حتى تتمكّن من العمل معهم بطرق حساسة ومناسبة.

وكذلك أيضاً فإنّ المؤسسات الخيرية تستفيد من قوى عاملة متنوعة تضم متطوعين من جميع مناحي الحياة، وحيث إنّ الموظفين في هذا القطاع يعملون في وظائف متنوعة ومختلفة، ومرتبطين معاً في الالتزام بالقضية النابعة من التجربة الشخصية وليس المهنيّة، وهذا يعني أنّك لا بُدّ وأن تبذل قصارى جهدك عند العمل في هذا القطاع إذا كنت من الأشخاص المتعاطفين والمهتمين بالتعلم من الآخرين الذين مروا بتجارب مختلفة عن تجربتك.

كيف يمكنك تطبيق هذا على حياتك العمليّة المهنيّة؟

غالباً ما نميل لإظهار التعاطف مع أنواع معينة فقط من الأشخاص، وهم عموماً الأشخاص الذين يشبهوننا قليلاً، أو لديهم خلفية أو مسؤوليات مماثلة. للتواصل بشكل فعال في العمل وفي القطاع الخيري غير الربحي، على وجه الخصوص، تحتاج إلى التأكد من أنك تأخذ الوقت الكافي لفهم منظور الأشخاص الذين لا يشبهونك تماماً، أقصد بذلك الزملاء الذين لديهم اهتمامات مختلفة تماماً بسبب سنهم، أو جنسهم، أو جنسيتهم، أو خلفيتهم الثقافية، أو حياتهم المنزلية، أو طبيعتهم فقط، بالإضافة أيضاً إلى الأشخاص الذين تختلف وظائفهم وطرق عملهم اختلافاً كبيراً عن وظائفك.

إذا بذلت جهداً لاستخدام مشاعر التعاطف لفهم خلفيات الآخرين جيداً، ستكون قادراً على إتاحة خطوط تواصل رائعة وتُطوّر علاقات مُجزية تساعدك في تغيير حياتك العمليّة، كما وستكون قادراً على اكتساب ثقافة عمل تستند في الكثير من الأحيان على مجموعات متشابهة التفكير وأفراد معارضين لك في طريقة التفكير كذلك.

 

ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Why is Empathy an Important Part of Workplace Communication

مساحة إعلانية