ما هو النطاق المستقبلي لعلم البيانات؟

بيتنا أونلاين


تاريخ النشر 2022-07-21

عدد المشاهدات 664

أقل من دقيقة للقراءة

ما هو النطاق المستقبلي لعلم البيانات؟

يُعتبر علم البيانات (Data Science) من أكثر الوظائف جاذبية في القرن الحادي والعشرين، وهو كلمة طنانة في عالم التكنولوجيا في الوقت الحالي لسبب وجيه، فهو يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال تطوير التقنيات التي تمكِّن أجهزة الكمبيوتر من امتلاك خاصية "التعلّم" وفهم الأشياء. هناك طلب كبير على علماء البيانات بسبب التكنولوجيا المتطورة وظهور البيانات الضخمة (Big Data) التي تتولد بسرعة غير ثابتة وتزداد وتنمو بشكل كبير بمرور الوقت. لذلك، سنناقش في هذا المقال النطاق المستقبلي لعلم البيانات بالترتيب التالي:

  1. ما تعريف علم البيانات؟
  2. كيف سيساهم علم البيانات في المستقبل
  3. النطاق المستقبلي لعلم البيانات
  4. وظائف علم البيانات

        1- ما تعريف علم البيانات

يشير علم البيانات إلى عملية جمع البيانات وتخزينها وفرزها وتحليلها، ويُعد مهماً لأنه يجمع بين الأدوات والأساليب والتكنولوجيا للوصول إلى معلومات ذات مغزى من خلال البيانات. إنه يشمل دراسة البيانات لاستخراج رؤى هادفة للأعمال والمؤسسات والشركات ولتسهيل عمليات صنع القرار. ويساعد علم البيانات على طرح أسئلة والإجابة عنها، مثل محاولة معرفة ما حدث ولماذا حدث وماذا سيحدث وما يمكن فعله بواسطة النتائج.

علم البيانات موجود في كل مكان، وفي الحقيقة يحتوي كل تبادل وتفاعل عبر أي مجال تكنولوجي مجموعة معينة من البيانات، سواء كان الأمر يتعلق بطلبات الشراء على موقع أمازون، أو تغذية موجز الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" (Facebook) و"إنستغرام" (Instagram)، أو مقترحات العروض والأفلام على موقع "نتفليكس" (Netflix)، أو حتى ميزة التعرّف على بصمة الأصابع والوجه عبر الهاتف.

مثال:

تعد شركة أمازون مثالاً مهماً لكيفية تأثير البيانات على جميع نواحي حياتنا، وعلى المتسوقين بشكل خاص. تقوم شركة أمازون بتخزين بيانات عمليات الشراء، كالمنتجات التي تم شراؤها والمبالغ المدفوعة وسجلات البحث، مما يتيح للشركة تخصيص صفحتها الرئيسية وتكييفها بناءً على تفضيلات المتسوقين وعمليات الشراء التي قاموا بها سابقاً. ولذلك من المهم جداً القيام بعملية جمع البيانات لأنها تُمكّن تجار التجزئة من التعرّف على عاداتنا الشرائية وبالتالي التأثير عليها.

       2- كيف سيساهم علم البيانات في المستقبل:

يشمل علم البيانات العديد من المفاهيم التقنية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) وإنترنت الأشياء (IoT) والتعلّم العميق (Deep Learning)، على سبيل المثال لا الحصر. وقد زاد تأثير علم البيانات بشكل كبير مع التقدم والتطور التكنولوجي. وكان الطلب على هذا التخصص الشرارة التي شكلت منظومة من الدورات التدريبية والشهادات والمناصب الوظيفية ضمن مجال علم البيانات. ولأن مجموعة المهارات والخبرات متعددة الوظائف مطلوبة، فمن المتوقع بشدة أن يشهد علم البيانات نمواً خلال العقود القادمة.

        3- النطاق المستقبلي لعلم البيانات: 

دعونا نلقي نظرة على بعض العوامل التي تُبيّن مستقبل علم البيانات، مع توضيح الأسباب المقنعة لكونه مهماً جداً لتلبية احتياجات العمل والأعمال التجارية في وقتنا الحالي:

-عدم قدرة الشركات على التعامل مع البيانات

تقوم الشركات والمؤسسات بجمع البيانات بانتظام من أجل إتمام المعاملات ومن خلال التفاعلات التي تجري عبر مواقعها. لكن العديد منها يواجه تحدياً مشتركاً: تحليل وتصنيف البيانات التي يتم جمعها وتخزينها. وهنا يصبح عالم البيانات بمثابة المُنقذ وسط حالة الفوضى هذه، وبالتالي يمكن للشركات أن تتقدم كثيراً من خلال المعالجة المناسبة والفعّالة للبيانات، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية.

-اللوائح العامة لحماية البيانات

أصدر الاتحاد الأوروبي عام 2018 اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، وهي مجموعة قواعد جديدة أصدرتها المفوضية الأوروبية لتنظيم خصوصية وأمن البيانات الشخصية لمستخدمي الإنترنت في الدول الأوروبية. يؤدي صدور مثل هذه اللوائح إلى إنشاء تبعية مشتركة بين الشركات وعلماء البيانات بسبب الحاجة إلى تخزين البيانات بشكل مناسب ومسؤول. في عالمنا اليوم، يميل الأفراد بشكل عام إلى توخي الحذر حيال مشاركة بياناتهم الخاصة مع الشركات، إذ يوجد وعي متزايد بشأن انتهاك البيانات وما يترتب على ذلك من آثار ضارة، ولم يعد بإمكان الشركات تحمل نتائج الإهمال وعدم المسؤولية بشأن بياناتها.

-علم البيانات يتطور باستمرار

تتعرض المهن والصناعات التي لا تتطور إلى خطر الجمود، وهذا يشير إلى الحاجة إلى التطور باستمرار ومواكبة التغيير لاغتنام لفرص وتحقيق الازدهار. علم البيانات هو تخصص واسع يخضع للتطور وبالتالي يعِد بفرص وفيرة في المستقبل. من المُرجح أن تصبح الأدوار الوظيفية لعلم البيانات محددة جداً، مما سيؤدي إلى ظهور تخصصات في هذا المجال. 

-النمو الهائل في حجم البيانات

يتم توليد البيانات من قبل الجميع وبشكل يومي، سواء لاحظنا ذلك أم لم نلاحظه. وسيستمر تفاعلنا مع البيانات بالازدياد مع مرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك ستزداد كمية البيانات الموجودة في العالم بسرعة كبيرة، ولذلك سيكون الطلب على علماء البيانات أمراً بالغ الأهمية لمساعدة المؤسسات والشركات على استخدام البيانات وإدارتها وحمايتها بشكل جيد.

-سيصبح الواقع الافتراضي أكثر ودية

في عالمنا اليوم، يمكننا أن نشهد كيف ينتشر الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم ومدى اعتماد الشركات عليه. ستزدهر آفاق البيانات الضخمة مع ابتكاراتها الحالية بشكل أكبر في ظل بروز المفاهيم المتقدمة مثل التعلّم العميق والشبكات العصبية (Neural networks) – الشبكات العصبية هي إحدى طرق الذكاء الاصطناعي التي تعلم الحواسيب معالجة البيانات بطريقة مستوحاة من الدماغ البشري – ويتم حالياً إدخال التعلّم الآلي وتنفيذه في كل تطبيق تقريباً. يخضع الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز إلى تعديلات هائلة أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، من المُرجح أن يتحسّن ويزداد التفاعل بين الإنسان والآلة، وكذلك الاعتمادية بينهما، بشكل كبير.

-تشهد تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" تطوراً بسبب البيانات

يُشار إلى التقنية التي تُستخدم في العملات المشفرة مثل "البيتكوين" (Bitcoin) باسم تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" (Blockchain). وسيكون مجال أمن المعلومات مهماً جداً في هذا الصدد حيث سيتم حماية المعاملات التفصيلية وتدوينها. ومع تطور البيانات الضخمة، سيشهد العديد من المجالات الأخرى نمواً أيضاً. ستكون تقنية حوسبة الحافة (Edge Computing) المتطورة مسؤولة عن التعامل مع مشكلات البيانات ومعالجتها.

        4-وظائف علم البيانات:

تزداد الحاجة إلى خبراء في مجال علم البيانات في كل قطاع ولا يقتصر الأمر على التكنولوجيا فقط. علماء البيانات على درجة عالية من التعليم ويفتخرون بذكائهم وبامتلاك المهارات الأخرى ذات الصلة بالمجال. فيما يلي بعض الوظائف الشائعة في علم البيانات التي يمكنك الحصول عليها عقب الحصول على شهادات متقدمة تؤهلك للعمل في هذا المجال:

  • مطور ذكاء الأعمال
  • مهندس البيانات
  • مهندس تطبيقات
  • مهندس البنية التحتية
  • مهندس المؤسسة
  • محلل بيانات
  • عالم البيانات
  • مهندس بيانات
  • عالم في مجال التعلّم الآلي
  • مهندس التعلّم الآلي
  • عالم إحصاء

هناك حاجة حقيقية لخبراء علم البيانات في كل مجال أو قطاع، إذ تعتمد العديد من الشركات وحتى الحكومات على البيانات الضخمة لتقديم خدمات فعالة لعملائها. آمل أن يكون لديك الآن فكرة عن حجم تأثير البيانات على حياتنا اليومية وكيف ستُشكل مستقبلنا.

 

ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://bit.ly/3nDXHUM

 

مساحة إعلانية