غالباً ما ينظر البعض إلى العامل المستقل على أنّه محظوظ، رغم معرفة أنّ العمل في هذا القطاع ليس بالأمر السهل. قد يصعب تحقيق النجاح، لا سيّما إذا كان الشخص يعتمد عليه ليكون مصدر الدخل الرئيس.
قبل أن تقرر أن تصبح مستقلاً، بغض النظر عن القطاع الذي تعمل فيه، عليك أن تتحدّث مع أحد الأشخاص الذين سبق لهم وأخذوا زمام المبادرة، ويمكنه إخبارك بما يمكن توقعه، وما الذي تبحث عنه. نقدّم لكم في هذا المقال مولي فينتون، وهي مصممة جرافيك مستقلة تعيش في برايتون، وقد تخرجت مؤخراً بشهادة جامعيّة في التصميم الجرافيكي.
صفي لنا يوماً عادياً بالنسبة لكِ - ماذا تفعلين؟
كل يوم بالنسبة لي هو في الواقع مختلف تماماً. أنا أعمل دائماً على مجموعة من المشاريع لمختلف العملاء والجماهير. ثلاثة أيام في الأسبوع أكون في مساحة عمل مشتركة في وسط برايتون (وهو ما أحبه)، أمّا في بقية الوقت، إما أن أكون في اجتماعات مع العملاء أو أعمل في مقهى.
بالنسبة لي، هذا أكثر ما يجذبني في العمل الحر، حيث إنني أحب التنوع نوعاً ما، ورغم ذلك هناك أيضاً بعض الروتين، حيث أجلس كل صباح وأحدّد أهدافي لهذا اليوم.
ما هي الطرق والوسائل التي كانت أكثر فائدة للحصول على عمل مستقل؟
يمكن الحصول على 80% تقريباً من المشاريع والأعمال من خلال الكلام الشفهي والحوار؛ إمّا مع الأصدقاء أو العائلة أو المعارف. ومع ذلك، فقد انضممت إلى بعض مجموعات الفيس بوك المحلية، والمجلات عبر الإنترنت، وحصلت على بعض الوظائف بهذه الطريقة.
ما المجالات أو المهن الأخرى التي تجدين أنّك بحاجة إلى فهمها أو التفكير فيها عند العمل في تصميم الجرافيك؟
يتطلّب العمل الحر إدارة شركة، لذلك من الضروري أن أتمتع بمهارات التعامل مع الأشخاص، حيث أحضر الكثير من الاجتماعات، وأتناول القهوة مع العملاء والمتعاونين. كما ويجب أن أكون على دراسة بالتسويق، ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن أتحلى بالتأكيد بالحافز التنظيمي والشخصي.
كيف تحافظين على التوازن بين العمل والحياة الشخصية خلال عملك المستقل؟
أجد صعوبة كبيرة في التوقف عن العمل، لأن هناك دائماً ما يجب فعله. أنا شخصياً أجد أنه من الأفضل أن أنجز معظم عملي خارج المنزل، حتى أتمكن من العودة إلى المنزل والاسترخاء.
أحاول عموماً أن أطبق قاعدة ساعات العمل الروتينية من التاسعة حتى الخامسة، لكن الجزء الممتع في العمل لحسابي الخاص هو أنني أستطيع العمل في أي ساعة من اليوم. مساحة العمل المشتركة الخاصة بي محفزة حقاً لأنني محاطة بآخرين يعملون بالطريقة نفسها. أمّا بقية الوقت، ينتهي بي المطاف في المقاهي لإنجاز عملي. كما أنني أجد هذا مثمراً للغاية حيث لا يمكن تشتيت انتباهي كثيراً.
كيف يمكنك مواكبة آخر التطورات والفرص في مجال عملك؟
منذ الانتقال إلى برايتون، اكتشفت أن هناك الكثير من فعاليات الشبكات والصناعات في كل وقت، حيث إنّ هذه الطريقة جيدة للقاء أشخاص جدد، والبقاء على اطلاع دائم بما يجري في قطاع العمل الخاص بي.
قرأت أيضاً الكثير من المدونات والمجلات، بينما تعد مجلة Creative Review (مطبوعة وعبر الإنترنت) مجلتي المفضلة، ولكني أميل إلى اختيار شيء مختلف كل شهر للحصول على بعض التنوع.
ما مدى أهمية شهادتك الجامعية لجعلك مؤهلة للعمل في تصميم الجرافيك؟ ولماذا؟
لقد درست بكالوريوس في التصميم الجرافيكي في جامعة فالماوث، وحصلت على مرتبة الشرف، حيث أرى أنّ هذا التخصص رائع، ويؤهلك تماماً للعمل في مجال التصميم الجرافيكي. أشعر أنني تعلمت الكثير من المهارات في الجامعة، لكن لا أعتقد أن هذا هو الطريق الوحيد وسيكون مختلفاً للجميع.
الطريقة الأكثر قيمة وإنتاجية للتطوير برأيي هي اكتساب الخبرة في العمل ضمن مجموعة من البيئات الإبداعية، وذلك من أجل تعلم المهارات ذات الصلة التي تحتاجها للعمل مع نفسك بثقة ومصداقية.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Interview: A Day In The Life Of A Freelance Graphic Designer
