السوريون يكافحون للتكيف مع الأوضاع داخل سوريا وخارجها بعد مرور 11 عاماً على النزاع

بيتنا أونلاين


تاريخ النشر 2022-11-23

عدد المشاهدات 56

أقل من دقيقة للقراءة

السوريون يكافحون للتكيف مع الأوضاع داخل سوريا وخارجها بعد مرور 11 عاماً على النزاع

لا تزال أزمة اللاجئين والنازحين السوريين أكبر أزمة من نوعها العالم. فعلى مدار السنوات الإحدى عشرة الماضية، غادر أكثر من 13 مليون سوري البلاد أو نزحوا داخلها، تاركين خلفهم حياتهم الماضية وهم يتساءلون عمّا إذا كانوا سيعودون إلى منازلهم مرة أخرى.

سوريا هي إحدى أكبر حالات الطوارئ التي يواجهها برنامج الأغذية العالمي، والأعداد مذهلة، إذ يمثل السوريون ربع عدد اللاجئين في العالم وقد غادروا بلادهم سعياً للحصول على الأمان في 130 دولة. وهناك من اختار البقاء بالقرب من سوريا على أمل أن يعود الأمان يوماً ما حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم. وفي نهاية عام 2021، تم تسجيل أكثر من 5.7 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.

تواجه هذه الأسر اللاجئة – وتلك الأسر التي بقيت في سوريا – احتياجات إنسانية غير مسبوقة. كما زادت الحرب في أوكرانيا من معاناة الأسر التي كانت تكافح أصلاً مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية. فالقمح – الذي يمثل الغذاء الأساسي للأسر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط – عالق في الموانئ الأوكرانية بينما تواجه الأسر السورية مستويات قياسية من الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي.

قال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "عندما نقول أن الوضع في سوريا خطير فإن هذا لا يعكس الواقع السيء". وأضاف: "يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن عدم اتخاذ إجراء فوري الآن سيؤدي حتماً إلى مواجهة السوريين لمستقبل كارثي. إنهم يستحقون دعمنا الفوري وغير المشروط".

ومن ناحية السوريين الذين غادروا البلاد، فهم يواجهون مجموعة جديدة من التحديات في البلاد التي لجأوا إليها، إذ تكافح الأسر لإعادة بناء حياتها، والآن يُجبَر الآباء على تحمل الديون وإخراج أطفالهم من المدارس وتقليل وجباتهم من أجل البقاء.

نستعرض فيما يلي حالة خمس أسر غادرت سوريا تشاركنا تحدياتها وآمالها في المستقبل وذكرياتها في الوطن!

العراق: منتهى وحسين

يلجاً كلاً من حسين ومنتهى إلى الديون أو الاقتراض للحصول على الأدوية. الصورة: WFP / يوسف زكي 

يعاني كلاً من حسين ومنتهى من مشكلات صحية ويحتاجان إلى الكثير من الأدوية، لكنهما يلجآن إلى الديون أو الاقتراض للحصول على الأدوية. 

قال حسين: "كنا نعيش ونعمل في دمشق، وكانت الأمور تسير على ما يرام. لكن اندلعت الحرب، واجتاح الدمار البلاد". ولكونه أباً لعشرة أبناء، فقد اضطر إلى اتخاذ القرار الصعب بمغادرة سوريا للحفاظ على سلامة أسرته.

غادرت الأسرة إلى مدينة السليمانية في العراق عام 2013. ولا تزال تعيش في مخيم للاجئين. كِلا الوالدين غير قادرين على العمل ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تكافح الأسرة للتكيّف مع الأوضاع. 

أضاف حسين: "كل شيء باهظ الثمن. لقد ارتفع سعر الزيت النباتي بشكل كبير، وأصبحت أسعار السكر والأرز وحتى الخضار أكثر تكلفة. إن الأمر صعب للغاية. فعندما نحتاج إلى أي شيء، نلجأ إلى الديون أو الاقتراض. نحن ندير احتياجاتنا يوماً بيوم، على قدر استطاعتنا".

لبنان: رقية

تشرب رقية الشاي للتخلص من الجوع. الصورة: WFP / جوليو أوريليا

رقية هي أم لأحد عشر طفلاً، وتعاني عائلتها من الفقر والجوع، إذ تضطر رقية إلى الامتناع على تناول الطعام بشكل يومي. فبينما يتناول أطفالها الخبز، تشرب هي الشاي. ويعمل اثنان من أبنائها، لكنهما لا يكسبان إلّا 7 دولارات أمريكية فقط في الشهر – وهذا المبلغ لا يكفي حتى لشراء زجاجة زيت. لقد وضعت الأزمة المالية في لبنان ضغوطاً هائلة على كل من المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين.

قالت رقية: "يقول ابني البالغ من العمر 6 سنوات إنه يحلم بأن يكون جامعاً للقمامة حتى يتمكن من كسب بعض المال وشراء الدجاج ليتناوله". وأضافت: "مع بلوغ سعر غالون الزيت الآن 350 ألف ليرة لبنانية (12 دولار أمريكي) لا يمكننا شراء الدجاج أو اللحم أو الجبن، وإنما نشتري الأساسيات فقط مثل زيت الطهي والخبز والحليب".

إن المصدر الرئيسي لدخل الأسرة هو البطاقة الإلكترونية من برنامج الأغذية العالمي. ويمكن للأسر استخدامها لشراء الأغذية من المحلات التجارية المتعاقد عليها محلياً وسحب النقود لتغطية احتياجاتها الأساسية. قالت رقية: "هذه البطاقة تساعدنا كثيراً."

مصر: سامر

غادر سامر ريف دمشق قبل خمس سنوات. الصورة: WFP/ أمنية الزاهر

غادر سامر وزوجته وأطفاله الخمسة منزلهم في ريف دمشق قبل خمس سنوات. وهو يبيع الآن الشاي والقهوة لكسب المال، ولكن مع ارتفاع تكاليف المعيشة، يجد صعوبة في إعالة أسرته أكثر من أي وقت مضى. وتتلقى الأسرة المساعدات الغذائية كل شهر من برنامج الأغذية العالمي، لكنها بالكاد تكفي لتلبية احتياجاتها، وقد اضطرت الأسرة إلى اللجوء إلى خيارات لا يمكن تصورها.

قال سامر: "كنت أتمكن من تلبية احتياجات أسرتي عندما تلقيت المساعدة لأول مرة. ونحن الآن نكافح فعلاً لتغطية نفقاتنا. وكان علي أن أخرج ابني الأكبر من المدرسة لأنني لا أستطيع دفع الرسوم الدراسية".

الأردن: أمل

تعيش أمل في المخيم مع بناتها الست. الصورة: WFP / محمد بطاح

بعد 20 يوماً فقط من ولادة أمل لابنتها السادسة عام 2013، حزمت هي وزوجها أمتعتهما وفرت الأسرة من ديارها إلى مخيم الزعتري في الأردن. ولا تزال الأسرة تعيش هناك إلى اليوم. وللأسف، توفي زوجها. وبصفتها المعيل الوحيد للأسرة، باتت تكافح من أجل رعاية أطفالها.

قالت أمل: "لقد تغيرت تكلفة المعيشة بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الجائحة، مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير". وأضافت: "عندما تطلب مني إحدى بناتي شراء الضروريات البسيطة لها، فإن هذا يحزنني جداً لأنني بالكاد أملك ما يكفي لتغطية احتياجاتنا الأساسية". 

وقالت: "إن العودة إلى سوريا ليس خياراً في الوقت الحالي. فدون منزل ودون وجود أحد يعول أسرتي هناك، لن نتمكن من البقاء على قيد الحياة. والمخيم هو خيارنا الوحيد. فنحن هنا لدينا الطعام والمأوى والأمان، ولا يمكننا استبدال ذلك بأي شيء آخر".

تعتمد الأسرة على المساعدات النقدية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي كل شهر لشراء الأغذية التي تحتاجها من داخل المخيم.

تركيا: صادقة

تتلقى صادقة (يمين) الدعم من أنشطة كسب العيش من قبل برنامج WFP في تركيا. الصورة: WFP / سنان يلدز

غادرت صادقة مع أبنائها الثلاثة إلى تركيا هرباً من مدينة الرقة عام 2013. وعلى الرغم من أن أسرتها لم تكن تريدها أن تعمل، لم تتوقف صادقة أبداً عن الكفاح من أجل فعل أكثر شيء تحب فعله. شاركت صادقة في برنامج التمكين الاجتماعي والاقتصادي والاستدامة التابع لبرنامج الأغذية العالمي والذي يقدم فرصاً للتدريب المهني والتطبيقي للاجئين والمواطنين الأتراك. وأشارت صادقة إلى أن "الشيء الجيد في هذا البرنامج هو أنك تمارس ما تعلمته"، وبأنها تخبر أخواتها دائماً بأنها "تمكنت من تحقيق أهدافها".

لقد أضافت هذه الفرصة الكثير إلى صادقة على عدة مستويات. فهي تشعر الآن بثقة أكبر في نفسها وتريد أن تبدأ العمل في مصنع السيراميك الذي حضرت فيه التدريب التطبيقي. إن صادقة، التي ترغب في أن تكون نموذجاً يحتذى به لأطفالها، تعطي مثالًاً يوضح كيف يفتح الإصرار أبواباً جديدة. 

ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://bit.ly/3TciUlP

 

مساحة إعلانية