"الصورة ليست مجرد علامة تجارية، أو تصميم، أو شعار أو صورة يسهل تذكرها. إنّها تُعد ملفاً شخصياً مُجهّز بعناية لفرد ما، أو مؤسسة، أو شركة، أو منتج، أو خدمة معينة". (دانيال جيه بورستين)
خرجت ستيلا لتناول الغداء مع بعض زملائها في العمل بعد انتهاء الدوام، وخلال المحادثة معهم، أدركت أنّه ليس لديهم أدنى فكرة عما فعلته أو القيمة التي ساهمت بها في الشركة، واستنتجت أنّها إذا كانت غير مرئية لزملائها في العمل، فلا بُدّ أنّها غير مرئية للقادة والمدراء أيضاً. تحدثت معي سريعاً عبر الهاتف لمناقشتي حول كيف يمكنها تجديد صورتها في العمل.
لقد أخبرتُ ستيلا أنّ الأفراد "مثل الشركات" لديهم علامة تجارية، وغالباً ما يتعرّف الناس على أولئك الذين يبادرون إلى تشكيل هُويّة علامتهم التجارية الخاصة والمضي قدماً في مكان العمل.
ثم طلبت منها إكمال تمرين بسيط أوصي به عملائي. إذا كنتَ تعمل على تحسين علامتك التجارية الشخصية في العمل، فأكمل هذا التمرين بنفسك:
ضع قائمة بالصفات الثلاث التي تصف على أفضل وجه طريقة نظر الآخرين إليك في العمل:
1) _______________________.
2) _______________________.
3) _______________________.
بعد ذلك، اختر ثلاث صفات تود أن يستخدمها الآخرون - وخاصة مديرك في العمل وصناع القرار الأساسيين في الشركة - لوصفك:
1) _______________________.
2) _______________________.
3) _______________________.
الآن، إليك الجزء الصعب (ولكنّه قد يكون ممتعاً أيضاً):
طوّر استراتيجيات محددة وقابلة للتنفيذ لعكس هُوية علامتك الشخصيّة من القائمة رقم 1 إلى القائمة رقم 2. قد يتضمن ذلك فرصاً للتدريب، أو التطوع في مهام خاصة، أو تغيير لغة جسدك حتى، أو تغيير طريقة لباسك. تأكّد من أن المظهر الذي تعرضه يعكس الصورة التي تريد خلقها عن نفسك:
1) _______________________.
2) _______________________.
3) _______________________.
على سبيل المثال، إذا كانت إحدى سمات علامتك التجارية التي تريدها "الإبداع"، فابحث عن فرص لعرض إبداعك في العمل. ثم اعمل على تنمية وتطوير علامتك التجارية الشخصية من خلال الترويج لمشروع جديد مبتكر أو تقديم إبداعك باستمرار ضمن جهود جماعية. استعد للدفاع عن أفكارك من خلال شرح لما تقدمه للشركة، على أن تفكّر ملياً فيما ستقوله حول هذا الأمر مع شخص تثق به أولاً إذا كانت هناك حاجة لذلك. إنّ قدرتك على إيجاد طرق إبداعيّة لإضافة القيمة إلى مشاريع الآخرين من أجل إبراز سمات علامتك التجارية التي تريدها هي طريقة أخرى للتأكّد من ملاحظتهم لذلك. اجتمع معهم لمناقشة ما يفعلونه، ثم قدم عرضاً تقديمياً حول المساعدة التي يمكنك تقديمها.
أرادت ستيلا كونها تعمل محررة نشر في إحدى المجلات أن ينظر إليها الآخرون على أنّها ذكية في استحضار أفضل المواهب. كان الابتكار والقدرة على العمل والإبداع تحت الضغط السمتين الأساسيتين الإضافيتين التي أرادت أن تُعرَف بهما. في الوقت الحالي، اعتقدت أنّ الآخرين ينظرون إليها على أنّها دقيقة ومنظمة للغاية، فضلاً عن امتلاك مهارات اتصال قوية. صحيح أنّ هذه السمات جيدة في أي محررة، ولكنّها أرادت أن تكون أكثر تميزاً.
قررت ستيلا طرح قضية خاصة حول موضوع مثير للجدل، فضلاً عن تقديم فكرة تصميم لم تجربها الشركة من قبل. أحب فريقها الفكرة، وحقق رقماً قياسياً جديداً في بيع النسخ. من خلال تجديد صورتها، زادت ستيلا من نجاح الشركة بأكملها.
يمكن أن يساعدك الوصول إلى المؤثرين في مؤسستك أو شركتك على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الانتصارات. وفقاً لاستطلاع أجرته شركة نيلسين مؤخراً، فإنّ آراء الأشخاص الذين نثق بهم هي أكثر ما يؤثر علينا عندما يتعلق الأمر بالعلامات التجارية. استخدم هذا لصالحك في بناء العلامات التجارية الشخصية. نجاحك في تغيير صورتك أمام عدد من الأشخاص الأساسيين ذوي المصداقية العالية والقوية يمكن أن يكون سبباً في تغيير مجرى حياتك المهنيّة.
كان انتصار ستيلا واضحاً جداً لدرجة أنّ مدراءها لاحظوا ذلك دون الحاجة لتقديم المساعدة لها حتى، ولكن قد تحتاج أحياناً إلى إجراء مكالمة، أو إرسال بريد إلكتروني، أو زيارة المكتب لمشاركة ما أنجزته.
لن تستطيع خلق علامتك التجاريّة الشخصيّة المميزة بين عشية وضحاها، لكن استراتيجيتك الشخصية للعلامة التجارية ستنجح في الوقت المناسب، إذا كنت مثابراً. عندما تأخذ الأمر على محمل الجد فعلاً، ستندهش من الفرق الذي يمكنك إحداثه في تحقيق أهدافك المهنية.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Personal Branding at Work
