حان الوقت الآن لتذكر أنّ التعامل المباشر مع الأشخاص في المكتب لا يُعزّز الإبداع

هديل البكري


تاريخ النشر 2021-12-7

عدد المشاهدات 32

أقل من دقيقة للقراءة

حان الوقت الآن لتذكر أنّ التعامل المباشر مع الأشخاص في المكتب لا يُعزّز الإبداع

هل تفكر في العودة إلى العمل وجاهياً؟ ألقِ نظرة على هذه الدراسات أولاً.

بينما يفكر المدراء في جميع أنحاء البلاد فيما إذا كان يتعين عليهم إعادة الموظفين إلى المكتب، ومتى يجب عليهم ذلك، فإنّ إحدى الحجج تستمر في الظهور مراراً وتكراراً. يعتقد الكثيرون أنّ التواجد معاً في الفضاء المادي ضروري للتفاعلات العفوية والإبداع الذي تولده هذه التفاعلات.

قال تيم كوك (المدير التنفيذي لشركة أبل) على سبيل المثال: "الابتكار والإبداع ليس دائماً نشاطاً مخططاً له، حيث تصطدم الأفكار ببعضها البعض على مدار اليوم، ما قد يُعزّز لديك فكرة كانت لديك للتوّ". وقد قال تشيس جيمي (مدير جي بي مورغان) إنّ العمل من المنزل "لا يجدي فعلياً لتوليد الأفكار بشكل عفوي".

قد يكون ذلك مقنعاً بالنسبة لك لإعادة موظفيك إلى المكتب، باستثناء شيء واحد؛ ألا وهو أنّه لا يوجد دليل على أن المحادثات العشوائية الشخصية تؤدي في الواقع إلى قدر أكبر من الإبداع، بينما في الواقع، تشير الدراسات إلى أنّها قد تُضّر بالإبداع.

هل التصادم مع الناس يُعزّز الإبداع حقاً؟

إذا وجدت صعوبة في تصديق ذلك، فإني أوجهك إلى هذا الاستطلاع الذي شمل 42000 موظف مكتب من بضع سنوات ماضية. كان هدف الباحثين هو اختبار الادعاء بأن المكاتب المفتوحة تؤدي إلى مزيد من التفاعل، وبالتالي المزيد من الإبداع التلقائي. باختصار، هل الاصطدام بأشخاص في المكتب يؤدي إلى أفكار أكثر وأفضل؟ الجواب النهائي كان لا.

وبدلاً من تحفيز المحادثات المثمرة، فإنّ "التواصل الاجتماعي" للمكاتب المفتوحة جعل الناس يختبئون تحت سماعاتهم. وخلص الباحثون إلى أنّ "نتائجنا تتعارض قطعياً مع الحكمة المطبقة في قطاع العمل بأنّ المكاتب المفتوحة تُعزّز التواصل بين الزملاء".

هل تريد المزيد من الأدلة؟

تفيد دراسة أجرتها جامعة هارفارد بأنّ التفاعلات وجهاً لوجه زادت بنسبة 76% فعلياً عندما تحولت المكاتب للنظام المفتوح، وأنّ استخدام البريد الإلكتروني والرسائل قد زاد أكثر.

نظراً لما سبق، رُبّما يمكن تلخيص هذا الدليل بشكل أفضل بالعنوان الذي كتبه الزميل جيفري جيمس في منصة (Inc.com): "It's Official: Open-Plan Offices Are Now the Dumbest Management Fad of All Time".

التحقق من افتراضاتك حول العمل الوجاهي:

تركز هذه الدراسات على المكاتب ذات المخطط المفتوح الصاخبة على وجه التحديد، ولكن المنطق يشير إلى أنه إذا كان تكوين المكتب المصمم خصيصاً لتسهيل التفاعل التلقائي يفصل الأشخاص عن بعضهم البعض، فقد تكون المشكلة مجرد تفاعل تلقائي. وفي الواقع، هذا ما وجدته كلير كاين ميلر من نيويورك تايمز عندما بدأت بالبحث عن دليل على أن التواجد معاً يعزز الإبداع. بدلاً من ذلك، قال الخبراء إنّه لا يوجد الكثير لدعم هذا الاعتقاد الإداري المشترك.

قال إيثان س. بيرنشتاين، أستاذ جامعة هارفارد "المسؤول عن البحث المذكور أعلاه: "هناك مصداقية وراء الحجة القائلة بأنه إذا وضعت الأشخاص في مكان مفتوح يحتمل أن يتفاعلوا مع بعضهم البعض، فمن المحتمل أن يجروا محادثة، ولكن من المحتمل أن تكون هذه المحادثة مفيدة للابتكار والإبداع ومفيدة تماماً لما تأمل الشركة أن تحققه. ولكن لا توجد أيّة بيانات تثبت ذلك حقاً".

هذا لا يعني أنه لا يوجد سبب للعودة إلى المكتب، فقد يرغب فريقك في العمل بهذه الطريقة، فالمكتب أقل تشتيتاً من المنزل بالنسبة للبعض، أو قد تكون هناك أسباب خاصة بعملك تجعل الخيار أكثر عملية. ولكن إذا كان السبب الوحيد الذي يدفعك للحصول على مزيد من الوقت وجهاً لوجه هو أنك تعتقد أنه يؤدي إلى مزيد من التفاعل التلقائي، وبالتالي المزيد من الإبداع، فيجب عليك على الأرجح التحقق مما إذا كان الدليل يدعم هذا الرأي بالفعل.

 

ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Now Is the Time to Remember That Bumping Into People at the Office Doesn't Boost Creativity

مساحة إعلانية