مستقبل العمل: فهم التغييرات المؤقتة والدائمة التي يشهدها عالم العمل

بيتنا أولاين


تاريخ النشر 2022-07-18

عدد المشاهدات 42

أقل من دقيقة للقراءة

مستقبل العمل: فهم التغييرات المؤقتة والدائمة التي يشهدها عالم العمل

أدت أزمة جائحة كورونا إلى حدوث تغييرات سريعة في طبيعة العمل، لكن السؤالين الرئيسيين اللذين يجب على الشركات والمؤسسات التفكير بهما لم يتغيرا: "كيف نجني المال؟" و"كيف يتم إنجاز العمل؟" ولكن الأمر الذي تغيّر هو الطرق التي ينبغي على المنظمات أن تُجيب بها على هذين السؤالين.

من خلال البحث الذي شارك به كلاً من "مارينو موغيار بالدوتشي"، أستاذ بقسم علم النفس بكلية باروخ الأمريكية، و"بيل شانينجر"، زميل أقدم في شركة ماكينزي آن كومباني الأمريكية، و"كارتيك شارما،" الخبير في مجال اتجاهات العمل وإدارة المواهب؛ ومن خلال العمل مع عملائهم من مختلف القطاعات، تمكن الخبراء الثلاثة من تحديد ثلاثة جوانب رئيسية يجب على الشركات والمؤسسات تقييمها ليس فقط للخروج من أزمة جائحة كورونا ولكن أيضاً لتحقيق النمو والازدهار بعد زوال الأزمة. 

1-  تغييرات مؤقتة استجابة لجائحة كورونا:

اضطرت الشركات والمؤسسات نتيجة الوباء إلى التكيّف بسرعة لاستيعاب قيود وإجراءات التباعد الاجتماعي الجديدة وتغيير طريقة عملها من أجل الاستمرار. إذ قامت العديد من الشركات بتكليف موظفيها بمهام أو أدوار جديدة خلال ذروة الوباء. على سبيل المثال، أنفقت إحدى شركات التجارة الإلكترونية نحو 85 مليون دولار من أجل تكليف موظفيها بمهام متعلقة بالسلامة لضمان قدرتهم على تلبية الطلب المتزايد دون الإخلال بمعايير السلامة. ومع ذلك، من المحتمل أن تكون غالبية هذه التغييرات مؤقتة، وبمرور الوقت، ستكون بمثابة درس قاسي في إدارة الأزمات ولكنها ستكون أقل أهمية لمستقبل العمل على المدى الطويل.

2-  تغييرات دائمة على طريقة سير العمل اليومي:

لقد سرّعت الأزمة الصحية من تبني الاتجاهات التي كانت تُعتبر في السابق بمثابة تغييرات محتملة في عالم العمل في المستقبل البعيد. قبل جائحة كورونا، كان يُعتقد أن الاستثمارات في التحول الرقمي والأتمتة طموحة جداً، لكنها فجأة أصبحت مفتاحاً لاستمرار عمل الشركات والمؤسسات، وبات يُنظر إلى هذه الخطط الآن على أنها شريان حياة لتحقيق ميزة تنافسية أو الاستدامة. على سبيل المثال، أدركت إحدى شركات التجزئة في دولة الإمارات الحاجة إلى الاستثمار السريع في منصاتها عبر الإنترنت لتلبية الطلب الهائل على المنتجات الغذائية والتجارية، وفي غضون خمسة أسابيع، قامت الشركة بتطوير البنية التحتية للدخول إلى أسواق جديدة.

3-  ظهور أعمال جديدة:

أدت جائحة كورونا إلى ظهور طرق جديدة للعمل وتوليد الدخل، وهذه هي التغييرات التنظيمية التي حوّلت النظرة التنظيمية للعمل وتوليد الدخل، وهذا اتجاه أوسع لم يتبلور بعد كتغيير مؤقت أم دائم. لنأخذ على سبيل المثال الاتجاه نحو "الأداء عن بُعد"؛ يتجاوز هذا الاتجاه نطاق العمليات التي تجري عن بُعد ليشمل إعادة التفكير في كيفية أداء المهام بشكل أكثر كفاءة باستخدام التكنولوجيا. أدت الزيادة غير المسبوقة في التطبيب عن بُعد، والتعليم والتعلم الافتراضي، والتجارة الإلكترونية إلى الدفع باتجاه التفكير في كيفية العمل وجني الأموال بشكل إبداعي خارج نطاق أساليب العمل المعتادة.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم بعض الشركات والمؤسسات بإعادة النظر في تعريفها لتوليد الدخل، آخذة بعين الاعتبار الابتعاد عن رؤى المساهمين وأصحاب رؤوس الأموال والتوجه نحو أصحاب المصلحة الذين يشملون المجتمع والبيئة. وقد رأينا مؤخراً الدفع باتجاه المواءمة القوية بين أهداف الشركات، والممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وكيفية جني الأموال.

ويبقى الآن أن نرى أياً من هذه الاتجاهات الناشئة سيكون مؤقتاً، وأيها سيكون دائماً، حيث تميل الشركات والمؤسسات الآن إلى النظر في طرق جديدة لتوليد الدخل، والتكنولوجيا المتطورة، والتوقعات المجتمعية المُتغيرة.

ثمة أمر واحد لا يرقى إليه الشك: أصبحت العديد من التكهنات حول مستقبل العمل حقائق واقعة في عالمنا اليوم. يجب على الشركات والمؤسسات أن تدرك جيداً حالة التغيير وعدم اليقين في عالم الأعمال من أجل اتخاذ القرارات الإستراتيجية المناسبة عبر المستويات الثلاثة المذكورة أعلاه. ولفهم أثر التغييرات على طبيعة العمل، سواء كانت مؤقتة أم دائمة، يجب على الشركات والمؤسسات أولاً الاستثمار في مجموعة واضحة من الأولويات الاستراتيجية، ومن خلال تحديد هذه الأولويات، ستكون قادرة على جني الأرباح من رأس المال المالي والبشري والتكنولوجي.

ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من https://mck.co/3yCarRT

مساحة إعلانية