وفقاً لأحدث التقارير، فإنّ والدي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة يكافحان للاحتفاظ بوظائفهم بسبب ندرة رعاية الأطفال المناسبة، ولعدم توفر أسعار رعاية معقولة وخيارات عمل مرنة وخيارات الإجازة المناسبة.
لقد حلّل التقرير الذي أعدته مؤسسة "العائلات العاملة الخيرية" آراء 1,250 من والدي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة - وقد كان غالبيتهم من الأمهات -، ووجد أنّ ثلاثة أرباع (76%) أولياء أمور هؤلاء الأطفال قد رفضوا ترقية أو وافقوا على تخفيض رتبتهم، وذلك في سبيل الإيفاء بمسؤولياتهم تجاه رعاية أطفالهم. في حين أنّ ما يقرب من نصفهم (45%) يعملون بمستوى مهارة أقل مما كانوا عليه قبل أن ينجبوا طفلهم ذوي الاحتياجات الخاصّة.
وعند مقارنة جميع النتائج، فقد أظهرت النتائج أنّ واحدة من كل عشر أمهات رفضت ترقية حصلت عليها من أجل طفلها.
يُظهر التقرير، الذي يحمل عنوان "عدم التوازن - آباء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل المأجور" أنه على الرغم من الاتجاه الواقعي، لا يزال آباء هؤلاء الأطفال يكافحون في كثير من الأحيان للاحتفاظ بوظائفهم نتيجة قلة الدعم العملي والافتقار للمرونة.
تظهر النتائج أنّ الغالبية العظمى (86%) من آباء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة يجدون أنّه من الصعب أو المستحيل العثور على رعاية أطفال مناسبة، والتي غالباً ما تكون متخصصة؛ بينما يعاني 82% من صعوبة في العثور على رعاية أطفال يمكن تحمل تكلفتها.
كما وتُظهر نتائج التقرير أنّه في حين أن الوظائف المرنة تحظى بتقدير كبير، إلا أنها نادرة، حيث يرى 9 من أصل 10 من آباء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأمهاتهم (أي بنسبة 91%) إنّ إيجاد وظيفة بنمط العمل الصحيح يُمثّل عائقاً كبيراً أمام العودة إلى العمل. يقول أربعة من كل خمسة (81%) إنّ هذا الأمر قد يمثل عائقاً كبيراً أمام القدرة على البقاء في العمل.
في حين يُعدّ إيجاد الوظائف المناسبة من حيث المرونة وعدد الساعات عائقاً آخر أمام البقاء في العمل أو تركه، حيث أشار 82% و77% من المشاركين إلى ذلك على التوالي.
كما ويقول الوالدين أيضاً إنّ القدرة على أخذ إجازة من أجل المواعيد الطبية أو العلاجية لأطفالهم، أو عندما تتغير الظروف، يُعدّ تحدياً صعباً آخر. يقول أكثر من واحد من كل خمسة (22%) إنّ تطبيق فكرة إمكانية الحصول على "إجازة" مدفوعة الأجر خلال فترات التشخيص أو تغيرات الظروف من شأنها أن تكون من أفضل الحلول للمساعدة في تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والرعاية.
تتطلب استحقاقات الإجازة الحالية (مثل: الإجازة الطارئة للمُعالين وإجازة الوالدين) إشعاراً وإجازة غير مدفوعة الأجر.
كل شيء أو لا شيء:
قالت سارة جاكسون (المديرة التنفيذية في منظمة العائلات العاملة): "لا يزال من المعتاد أن يُقابل الآباء والأمهات غالباً بافتراض أنهم سيتخلون عن العمل لمجرد أن لديهم طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد وجد هؤلاء الآباء أنفسهم لعقود من الزمن في سيناريو كل شيء أو لا شيء بين العمل والرعاية. يؤدي طردك من العمل إلى بطالة طويلة الأمد، وفقر الأطفال، وفقدان المهارات والمواهب من اقتصاد الدولة التي يعمل بها الآباء.
“نحن بحاجة ماسة إلى توفير رعاية كافية وبأسعار معقولة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، على أن تُدَعّم بالمرونة كقاعدة أساسيّة دون استثناء في مكان العمل. كما وينبغي أن يحق لآباء هؤلاء الأطفال الحصول على فترة "إجازة معدلة" مدفوعة الأجر حتى يتمكنوا من ترتيب أوضاع رعاية أطفالهم دون المجازفة بخسارة وظيفتهم".
كما يظهر التقرير أنّ ما يقرب من ثلث (30%) أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لا يعملون، وأنّ 40% منهم عاطلون عن العمل لأكثر من خمس سنوات. وبالمقارنة، فإنّ 26% من النساء و8% من الرجال الذين لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يعملون.
تطالب العائلات العاملة حكومة المملكة المتحدة بالعمل مع أصحاب العمل لجعل العمل المرن حقيقة واقعية لجميع الموظفين، ولكي يتمكن آباء هؤلاء الأطفال قانونياً من طلب العمل المرن ليكون "تعديلاً معقولاً" من اليوم الأول في الوظيفة الجديدة، بدلاً من انتظار القانون الحالي 26 أسبوعاً قبل طلب ذلك.
وتدعو السلطات المحلية إلى أن تثبت بوضوح أنّ هناك رعاية كافية للأطفال لتلبية احتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة، فضلاً عن توفير الحوافز المناسبة لمقدمي الخدمات لتوفير أماكن رعاية الأطفال لهؤلاء الأطفال، مما يعني أنه لا يُتوقع من الآباء دفع أي تكاليف إضافية. كما تطلب من الحكومة تضمين "الإجازة المعدلة" مدفوعة الأجر في نظامها الجديد لإجازة مقدم الرعاية القانونية.
ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Parents of disabled children struggle to stay in work
