هل الموهبة خرافة؟

هديل البكري


تاريخ النشر 2022-01-24

عدد المشاهدات 90

أقل من دقيقة للقراءة

هل الموهبة خرافة؟

عندما نشاهد السباحين وهم يتأرجحون في حلقات، أو نعجب بقدرات طفل يبلغ من العمر 9 سنوات لموهبته في العزف على البيانو، قد يتبادر إلى أذهاننا مصطلح مبهم، ألا وهو "الموهبة". لقد أصبحت الموهبة ميزة بعيدة المنال تفتح الأبواب لمجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يواصلون تحقيق ما لا يمكن تصوره.

إنّ الجدل حول ما إذا كانت الموهبة خرافة يقسم الناس إلى مجموعتين، حيث تقول إحدى المجموعات إنّ الشخص يولد بموهبة فطرية، بينما تعتقد المجموعة الأخرى أنّ التصميم والعمل الجاد هو المفتاح.

أجرى العديد من العلماء دراسات لمحاولة معالجة هذا السؤال، وأول من يتبادر إلى الذهن هو أندريس إريكسون.

التجارب:

لقد حقّق إريكسون في عام 1993 فيما إذا كانت الموهبة فطرية، حيث أخذ مجموعة من فناني الأداء وقسمهم إلى ثلاث مجموعات: عازفين منفردين في المستقبل، وفنانين متوسطين، وفئة الأقل موهبة.

ستكون الفئة الأفضل أداءً فئة العازفين المنفردين، أمّا الفئة الثانية ستكون في فرقة الأوكسترا، أمّا الفئة الأخيرة سيكون مطلوباً منها تعلم الموسيقى. ملاحظة: لم يختلف الطلاب الأفضل أداءً عن الطلاب المتوسطين أو ذوي الأداء المنخفض حسب معدل الذكاء، أو الخلفية العائلية، أو عوامل أخرى.

وجدت النتائج أن الشيء الوحيد الذي فصل المجموعات الثلاث هو عدد الساعات التي سجلوها. بحلول سن العشرين، سجل الطلاب المتفوقون أكثر من 10,000 ساعة في العزف على الكمان. 

ماذا نستخلص من هذا؟ الممارسة الهادفة هي مفتاح الانضمام إلى مجموعة المستوى الأعلى.

طوّر إريكسون فيما بعد 10 سنوات من قاعدة "الممارسة المتعمدة"، حيث وتأخذ هذه القاعدة بعين الاعتبار المكان الذي يسعى فيه الفرد المتحمس للتعلم من الملاحظات، وينخرط في تمارين مستهدفة يقدمها مرشد داعم واسع المعرفة لمساعدته على تجاوز حدوده وتفوق قدراته.

أياكو ساكاكيبارا - السمع المطلق:

هناك تحقيق أجرته عالمة النفس اليابانية، أياكو ساكاكيبارا، حيث سجلت 24 طفلاً في برنامج تدريبي مصمم لتدريب "العرض المثالي"، وقد كان الهدف أن يُسمّي الأطفال درجة النغمة دون سماع نغمة أخرى للرجوع إليها.

لقد علم مدرّب البيانو الأطفال كيفية التعرف على الأوتار باستخدام الأعلام الملونة؛ على سبيل المثال، العلم الأحمر لـ CEG والعلم الأخضر لـ DGH. استمر الأطفال في التدريب، واختُبِرت قدرتهم على تحديد درجات النغمات حتى وصلوا إلى مستوى معياري من الكفاءة. بحلول نهاية الدراسة، بدا أن الأطفال يكتسبون طبقة صوت مثالية.

وخلصت النتائج إلى أنّ القدرة على تمييز درجات النغمات، فضلاً عن كونها موهبة تُمنَح لبعض المحظوظين، قدرة يمكن لأي شخص تقريباً تطويرها من خلال العرض والتدريب المناسبين.

خطورة هذه الخرافة:

مشكلة خرافة المواهب أنّها قد تأتي بنتائج عكسية، حيث يولد بعض الناس بالسمات الصحيحة الأساسيّة؛ على سبيل المثال، ليبرون جيمس هو النموذج المثالي للاعب كرة السلة، ولكن بدون كل الساعات التي قضاها، لن يكون في الدوري الأميركي للمحترفين.

يدعم عالم النفس دين كيث سيمونتون ذلك ويقول: "من الأفضل التفكير في الموهبة على أنّها حزمة من الخصائص الشخصية التي تُسرّع اكتساب الخبرة. بدلاً من الاعتماد على "الموهبة"، اعمل بجد واصقل موهبتك لتكون الأفضل على الإطلاق.

 

ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Is talent a myth

مساحة إعلانية