هل تعاني من التفكير الضبابي أو ضباب الدماغ؟ سبب مكافحتك للتفكير بوضوح وكيفية التغلب عليه

هديل البكري


تاريخ النشر 2022-03-22

عدد المشاهدات 109

أقل من دقيقة للقراءة

هل تعاني من التفكير الضبابي أو ضباب الدماغ؟ سبب مكافحتك للتفكير بوضوح وكيفية التغلب عليه

إذا كنت تكافح من أجل التفكير بوضوح أثناء جائحة فيروس كورونا، فقد تكون تعاني من اضطراب التفكير الضبابي أو "ضباب الدماغ"، وقد شرحت إحدى علماء الأعصاب كيفية التغلب عليه.

كتبت سابينا برينان في كتابها المنشور مؤخراً عن هذا الموضوع: "ضباب الدماغ هو مجموعة من الأعراض التي تؤدي إلى فقدان الوضوح العقلي أو التفكير الضبابي". وفي حين لا توجد إحصاءات حول انتشار هذا الاضطراب بين الناس على وجه التحديد، أشارت برينان إلى أنّ حوالي 600 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من خلل إدراكي، وهو وصف للعرض السريري لهذه المشكلة.

وقد لوحظ أيضاً صعوبة التفكير بشكل واضح، ليكون ذلك أحد أعراض الإصابة بفيروس كورونا لمدّة طويلة. ولكن حتى لو لم تكن قد أصبت بفيروس كورونا في العام الماضي، فقد قالت برينان في إحدى مقابلاتها على قناة CNBC أنك ربما لا تزال تعاني من ضباب الدماغ، وحدّدت بعض الطرق للتغلب على هذه الأعراض.

الدماغ يحب الأنماط المتكررة:

وفقاً لبرينان؛ فإنّ أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس يعانون من التفكير الضبابي الافتقار إلى روتين محدد. وقد قالت برينان إنّ حوالي 40% من سلوكياتنا قبل الجائحة كانت اعتيادية، وهذا الأمر ضروري حتى يعمل دماغنا بشكل فعّال؛ وكان السبب في ذلك أنّ الدماغ يعتمد على الأنماط المتكررة.

كما وأوضحت أنّ الدماغ عبارة عن عضو عالي الطاقة، ويستخدم حوالي ربع العناصر الغذائية التي نستهلكها، أمّا القشرة الدماغية (والمعروفة بالجزء المفكر من الدماغ) هي أكبر مستهلك للطاقة. ومن أجل معالجة هذه الطاقة بكفاءة، يعمل الدماغ على البحث عن هذه الأنماط باستمرار.

كما وأضافت أنّ الدماغ ينفذ هذا الأمر من خلال السلوكيات المتكررة باستهلاك أقل قدر من الطاقة، حيث إنّ الجزء المفكر من الدماغ يعمل في بداية النشاط وعند نهايته، وقالت إن هذا حتى يمكنها تنفيذ "سلوك آلي باستخدام موارد أقل بكثير". الجزء المفكر من الدماغ يعمل فقط في بداية ونهاية النشاط، بينما تعمل باقي أجزاء الدماغ في باقي العملية.

تقول برينان إنّك الكثير من الأشخاص يقولون إنّهم يقضون الكثير من الوقت في إنجاز أعمالهم بشكل آلي، والحقيقة أنّه يجب نقضي بعض الوقت في العمل بطريقة آلية، وإلّا فإنّنا قد نجد عقولنا غارقة تماماً ولا يمكننا التفكير بشكل سليم.

الروتين الصباحي:

قالت برينان إنّ الكثير من روتيننا الصباحي قبل جائحة كورونا كان معتاداً، لذا قد تكون لم تعاني من مشكلة "ضغط الانخراط الواعي الأول" على عقلك حتى الساعة 9:30 صباحاً، أو ربما حتى تصل المكتب.

وقالت إنّ انتشار فيروس كورونا، وعمليات الإغلاق اللاحقة أزعج الكثير من هذا الروتين، حيث بدأ معظم الناس العمل من المنزل. قدم هذا عدداً من التحديات، مثل العثور على مكان مناسب للعمل، وتحفيز نفسك على ارتداء ملابسك والنوم في وقت معقول.

وتضيف برينان إنّه كان من الشائع أن يصبح السلوك "غير منتظم" تماماً خلال هذا الوقت، مما يجعل من الصعب على الدماغ تحديد النمط المتكرر، ففي حين أنّ الدماغ كان معتاداً على فعل الأمور بشكل آلي، تغيرت جميع الأمور الروتينية التي اعتاد عليها.

وترى أنّ الخطوة المهمة الأولى للتغلب على التفكير الضبابي "َضباب الدماغ" لا بدّ وأن تكون بإعادة تنظيم الروتين، مشيرة إلى أنّ بعض الناس كانوا يخرجون للمشي وهمياً لتعويد دماغهم على بدء يومهم في العمل.

قلة النوم:

شدّدت برينان على أنّ التفكير الضبابي "َضباب الدماغ" ليس تشخيصاً أو مرضاً أو اضطراباً، ولكنه بدلاً من ذلك علامة على شيء أساسي سبّب مشكلة صحية، أو نتيجة لاختيارات نمط الحياة - مثل قلة النوم.

وقالت إنّ الحصول على قسط كافٍ من النوم كان أمراً حاسماً في مكافحة هذه المشكلة، لأنه يتيح الوقت للدماغ لتنظيف السموم، حيث شبهت النوم لإراحة الدماغ بتنظيف الشوارع ليلاً عندما لا تكون هناك حركة مرور عليها.

وأضافت: "هذا ما يحتاجه الدماغ حقاً، ألا وهو عدم الانخراط في نشاط معرفي حتى يتمكن من تنظيف عميق حقاً وإزالة تلك السموم".

قال برينان إن إحدى الطرق البسيطة لمعرفة ما إذا كنت لا تحصل على قسط كافٍ من النوم هي إذا استيقظت وأنت تشعر بالدوار. وأوضحت أن هذه علامة على أن مادة الأدينوزين الكيميائية الخاصة بالنوم، والتي تجعلنا نشعر بالنعاس، لم تتخلص تماماً من الجسم وأنّك لا تزال بحاجة للنوم.

كما وترى أنّ التمرينات كانت ضرورية للتعامل مع هذه المشكلة، لأنها تطلق بروتيناً يسمى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، حيث يعمل مثل "السماد"، مما يسهل نمو خلايا المخ ويحسن عمليات الاتصال فيها.

 

ترجمة هديل البكري؛ المقال مترجم من Brain fog? Why you may be struggling to think clearly — and how to beat it

مساحة إعلانية